بينما يستعد ترامب لاستقبال زيلينسكي في البيت الأبيض مجددا، اقترح المستشار الألماني ميرتس عقد قمة ثلاثية تجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي، معربا عن استعداد واشنطن لتقديم ضمانات أمنية لكييف. وأنباء عن دعوة ميرتس للسفر لواشنطن.
أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن تفاؤله بأن لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين المقبل في البيت الأبيض لن يسير على نفس نهج اللقاء الصاخب السابق.
وشهد الاجتماع السابق بين زيلينسكي وترامب في نهاية فبراير/شباط الماضي مشهدا استثنائيا غير مسبوق، حيث قاطع ترامب زيلينسكي مرارا، وتساءل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس عما إذا كان الرئيس الأوكراني قد أعرب عن شكره لأمريكا على مساعدتها لبلاده، وتم إلغاء الاجتماع فجأة، ومن ثم غادر زيلينسكي البيت الأبيض.
وقال ميرتس لمحطة "آر تي إل/إن تي في" التلفزيونية الألمانية اليوم السبت (16 أغسطس/آب 2025) إنه لا يعتقد أن ترامب سيهين زيلينسكي مرة أخرى، مشيرا إلى أن القادة الأوروبيين سيقدمون لزيلينسكي "بعض النصائح الجيدة" خلال اجتماعهم مع الرئيس الأوكراني غدا الأحد.
هل يحضر ميرتس الاجتماع في واشنطن؟
وفي اتصال مع الزعماء الأوروبيين، قال ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وهو ما أشاد به المستشار الألماني فريدريش ميرتس ووصفه بأنه "تقدم كبير".
وبحسب ما نقل موقع "تي أونلاين" عن صحيفة "بيلد" الألمانية فإن الرئيس الأمريكي دعا المستشار ميرتس لحضور اللقاء مع الرئيس الأوكراني، المقرر عقده يوم الاثنين في واشنطن.
دعوة للقاء بوتين في أوروبا
ورغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقترح المستشار الألماني عقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين في أوروبا.
وقال ميرتس في المقابلة المذكورة: "أعتقد أن مثل هذا الاجتماع الثلاثي سيعقد. لم يحدد بعد التاريخ والمكان.. اقترحنا أن يكون هذا المكان في أوروبا".
وأضاف المستشار الألماني: "ربما ينبغي أن يكون هذا المكان هو الذي تُجرى فيه هذه المناقشات بشكل دائم"، من دون أن يسمي أي مدينة أو بلد.
وتابع ميرتس "هذه مسائل تفصيلية. لن تُوضَّح إلا في الأيام أو حتى الأسابيع المقبلة".
يأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد القادة الأوروبيين استعدادهم للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين ترامبوزيلينسكي وبوتين.
"ضمانات أمنية لأوكرانيا"
وكان ميرتس قد قال إن الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وأضاف لقناة (زد.دي.إف) التلفزيونية العامة بعد أن أطلعه ترامب على نتائج محادثاته مع بوتين: "الخبر السار هو أن الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في مثل هذه الضمانات الأمنية ولن تترك الأمر للأوروبيين وحدهم".
وذكر ميرتس أنه في أعقاب زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة من المتوقع عقد اجتماع بين بوتين وترامب و زيلينسكيفي أقرب وقت ممكن بهدف التوصل إلى اتفاق سلام.
وتابع "إذا نجح هذا الأمر، فسيكون أهم من مجرد وقف إطلاق النار".
وأضاف ميرتس أن ترامب أشار إلى أن روسيا مستعدة على ما يبدو لإجراء مفاوضات استنادا إلى خطوط المواجهة في الصراع، وليس على أساس حدود المناطق الأوكرانية التي تطالب موسكو بالسيادة عليها.
وذكر ميرتس أنه بينما من المهم أن تظل أوروبا متحدة، فإن الولايات المتحدة ستواصل في الوقت الحالي لعب الدور الحاسم في الحرب. وتابع "يملك الرئيس الأمريكي القدرة، سواء عسكريا أو من خلال العقوبات والرسوم المناسبة، على دفع روسيا للتحرك أكثر مما تفعل حاليا".
وفي سياق متصل، قال بوتين إنه ناقش مع ترامب خلال قمتهما سبل إنهاء النزاع في أوكرانيا "على أساس عادل". وقال في تصريحات نشرها الكرملين، إن القمة مع ترامب جاءت "في الوقت المناسب" وكانت "مفيدة للغاية".
وتابع "لم نجر مفاوضات مباشرة من هذا النوع على هذا المستوى منذ فترة طويلة"، مضيفا "لقد أتيحت لنا الفرصة لتأكيد موقفنا بهدوء وتفصيل".
وشدد الرئيس الروسي على أن "المحادثات كانت صريحة وجوهرية للغاية، وهي في رأيي تقرّبنا من القرارات اللازمة".
هل صفقة الأرض مقابل السلام التي اقترحها ترامب قابلة للتنفيذ؟
غموض قمة ألاسكا
وفي ذلك، قال خبراء إن غموض مخرجات قمة ألاسكا، أعطى الأوروبيينفرصة لمحاولة التأثير على سير الأحداث في الأيام المقبلة التي تبدو حاسمة لأوكرانيا وأمن القارة.
ولم يسفر اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات بين الزعيمين في قاعدة عسكرية عن أي "صفقة" أو تقدم ملموس.
ورأى أستاذ القانون الأوروبي في كلية الدراسات التجارية العليا في باريس ألبرتو أليمانو إن "عدم التوصل إلى اتفاق هو نبأ سار للغاية بالنسبة لأوكرانيا والأوروبيين".
وأشار لفرانس برس إلى أن هناك خطرا حقيقيا من رسم "خريطة أمنية جديدة في أوروبا" من وراء ظهر زيلينسكي وزعماء القارة.
ورأى المحلل المستقل المتخصص في السياسة الخارجية الروسية جيمس نيكسي أن "من الواضح أن نية فلاديمير بوتين هي دفع الأوروبيين جانبا وإبقاء الأمريكيين" في صلب المفاوضات.
0 تعليق