بعد أن وُظِّف لاستفزاز المغرب.. المعارض الجزائري "نكاز" يقلب الطاولة على الكابرانات ويفضح فشل "عطاف" في معركة الصحراء

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

قبل أشهر قليلة، وتحديدًا في 18 مارس الماضي، أثار الناشط الجزائري المثير للجدل "رشيد نكاز" عاصفة من الجدل داخل المغرب، بعدما نشر مقطع فيديو من أمام مسجد الكتبية في مراكش، روّج فيه لجملة من الأكاذيب والادعاءات التاريخية التي حاول من خلالها المساس بالحقوق السيادية للمملكة في أقاليمها الجنوبية، قبل أن يشهر خريطة مبتورة تتجاهل الحدود التاريخية والشرعية للمغرب، في استفزاز واضح للمملكة.

 حينها، تدخلت السلطات الأمنية بمراكش وأوقفت نكاز، واستمتعت إليه في محضر رسمي، قبل أن تُخلي سبيله بناءً على تعليمات النيابة العامة المختصة، ليتم لاحقًا ترحيله خارج التراب المغربي، وتحديدا إلى فرنسا، وهي الخطوة التي كان يروم من خلالها أن يتم اعتقاله من قبل السلطات المغربية لتبرير قرار سلطات بلاده القاضي باعتقال الكاتب "بوعلام صنصال" لنفس السبب، وهو اعترافه بمغربية الصحراء.

المثير للانتباه أن "نكاز"، الذي عُرف قبل ذلك بمواقفه النارية ضد نظام الكابرانات وترشحه السابق للرئاسيات الجزائرية، عاد بعد واقعة مراكش (التي كانت باتفاق مع سلطات بلاده) إلى خطابه التقليدي المعادي للعسكر. حيث نشر مساء أمس الخميس عبر صفحته الفيسبوكية رسالة شديدة اللهجة ضد وزير الخارجية الجزائري "أحمد عطاف"، وصفه فيها بـ"الفاشل"، معدّدًا سلسلة من إخفاقاته الدبلوماسية والسياسية، بدءًا من عجزه عن إعطاء الجزائر أي دور في ملف غزة، مرورًا بفشله في وقف الانتصارات الدبلوماسية للمغرب بخصوص الصحراء، وصولًا إلى تدهور علاقات الجزائر مع حلفائها التاريخيين في الساحل الإفريقي مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو. 

كما اتهمه أيضا بعدم حماية الجالية الجزائرية بالخارج، التي تضم حوالي سبعة ملايين مواطن، وعدم مواجهة القضايا القانونية والسياسية التي تطالهم، خاصة في فرنسا، حيث وصل الأمر -حسب نكاز- حد ملاحقة واعتقال أشخاص مرتبطين بالسفارة الجزائرية، وصدور مذكرة توقيف دولية بحق الرجل الثاني في البعثة الدبلوماسية بباريس.

الأكثر حدة في انتقاداته كان اتهامه لعطاف بالفشل في استرجاع الوزير الأسبق "عبد السلام بوشوارب" المدان بخمس عقوبات سجنية تصل لعشرين سنة، وباسناد ملفات حساسة لمحامين وصفهم بأنهم غير مؤهلين أو مرتبطين بأطراف "غير مرغوبة" في الجزائر.

 كما أشار أيضا إلى دعم "عطاف" في عام 2023 لصفقة مشبوهة مع شركة "برتامينا" الإندونيسية، المتورطة في فضيحة فساد ضخمة، وهو ما اعتبره "نكاز" دليلاً إضافيًا على سوء إدارته لملفات الطاقة.

هذا الهجوم الحاد الذي شنه "نكاز" على "عطاف" في هذه الظرفية بالذات، يطرح أكثر من سؤال: هل نحن أمام تمهيد من الكابرانات للتضحية بعطاف وتحميله مسؤولية العزلة الدبلوماسية التي تعيشها الجزائر، خصوصًا بعد سلسلة الاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء من قوى كبرى؟ أم أن نكاز يتحرك بشكل مستقل، ضمن محاولة لإحياء الحراك الشعبي في الجزائر، خاصة بعد دعوات التظاهر يوم 8 غشت التي دعا إليها نشطاء في ظل تردي الأوضاع المعيشية للشعب الجزائري، رغم الثروات النفطية والغازية الضخمة التي كان يفترض أن تجعله في مقدمة شعوب المنطقة رفاهية؟

تزامن هذا السجال مع فشل الجزائر في وقف النزيف الدبلوماسي الذي تتعرض له قضيتها المحورية (الصحراء المغربية) والتي ضخت فيها لعقود مليارات الدولارات في مساعٍ يائسة لمعاداة المغرب. لكن النتائج جاءت عكسية، إذ تحقق الربح السياسي والدبلوماسي للرباط، فيما غرقت الجزائر في عزلة غير مسبوقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ما يقوم به نكاز مجرد تصفية حسابات مع عطاف، أم أنه بداية لشرخ أكبر داخل بنية النظام الجزائري قد يعيد ترتيب أوراق المشهد السياسي برمته؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق