الخطيب: جنوب لبنان تحت دائرة الضمّ إلى الكيان الصهيوني وسنواجه المخطط بكل ما أوتينا من قوة

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة الى انّ "وقائع التاريخ الكبرى تتشابه وتتكرّر، وما نحن فيه واحدة من هذه الوقائع التي ابتلى الله فيها أمتنا بعدوان من الغرب، استخدم فيها كل وسائل التضليل والخداع والفتن. ومن المؤسف أنّه استطاع بما امتلكه من وسائل إعلامية أن يقلب الحقائق ويشوّهها، وأن يحوّل المعركة إلى معارك داخلية انطلت على الكثيرين، ليُحقّق أهدافه الخبيثة، ليس بما امتلكه من قدرات عسكرية لم تكن يوماً العامل الحاسم في المعركة، وإنما بالتأثير في وعي الأمة واستخدام العامل المذهبي كأداة للفتنة الداخلية، بدل أن تكون وحدة صلبة في مواجهة أطماعه ودفع خطره".

ولفت الى ان "المعركة التي تُخاض ضد المقاومة اليوم في ​لبنان​ والانقسام الداخلي اللبناني ليست منفصلةً عن هذا الواقع، وليست سوى جزء من هذه الصورة المؤسفة للواقع العربي والإسلامي، وأن التآمر على المقاومة وبيئتها في لبنان ليس إلا نتيجة للفهم الخاطئ لهذه المقاومة ولهذه البيئة، التي عُمّم عليها هذا التصور بأنها جزء من الصراع الداخلي الدائر بين بعض الحركات الأيديولوجية وبين الأنظمة العربية والإسلامية".

ودعا إلى "مراجعة الحسابات وإعادة ترتيب العلاقات بين المقاومة، وخصوصاً في لبنان، مع بعض الدول العربية الشقيقة بالحوار الصادق، بما يضمن الوحدة الداخلية لكل بلد عربي، وفي الوقت نفسه بما يحقق الأهداف المشتركة في دفع الأخطار الخارجية ويُحقّق مصالح الجميع، وعدم الاستمرار في ​سياسة​ الانتقام واستغلال الواقع الذي تعيشه الساحة نتيجة الصراع مع العدو، لأن هذا لن يكون إلا لمصلحة العدو الواحد الذي لا يخفي أهدافه العدوانية وأطماعه في تحقيق مشروعه التوسعي على حساب الدول العربية الشقيقة، بما فيها المملكة العربية السعودية. وقد دعونا دائماً إلى التعاون بينها وبين الدول الإسلامية الإقليمية في إيجاد استراتيجية لحماية المصالح العربية والإسلامية، والوقوف أمام خطر المشروع الصهيوني الداهم، والذي يكرر الإعلان عنه رئيس وزراء هذا الكيان بكل صلافة، وكان آخر تصريح صريح له بهذا الصدد قبل يومين".

واضاف الخطيب "لقد استمعنا بالأمس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يتحدث عن "إسرائيل الكبرى" بصريح اللسان، وهذا يعني بحسب الأوساط الصهيونية ضم أراضٍ جديدة من لبنان وسوريا والأردن ومصر إلى الكيان الصهيوني، فضلاً عن الضفة الغربية، التي يصرح المسؤولون الإسرائيليون بأن ذلك يحظى بدعم الإدارة الأميركية. إنّ هذه النوايا الإسرائيلية واضحة تمام الوضوح، وهي لم تعد مجرد شكوك تاريخية، وهذا يعني أن جنوب لبنان بات تحت دائرة الخطر، إضافة إلى الأراضي السورية والأردنية والمصرية والفلسطينية. كما يعني أننا لسنا وحدنا مهددون، بل كل الدول المحيطة بفلسطين. ولم نسمع حتى الآن أي موقف لبناني أو عربي في وجه هذا المخطط، في حين يطالبنا البعض بنزع سلاح المقاومة وتجريدنا من كل عناصر القوة التي يمكن أن تواجه المخطط الصهيوني".

وقال "نعم أيها اللبنانيون.. جنوب لبنان تحت دائرة الضمّ إلى الكيان الصهيوني، فماذا أنتم فاعلون؟ وما هو الموقف العملي للسلطة اللبنانية غير نزع سلاح المقاومة؟ وما هو موقف المرجعيات الروحية، خاصة وأن جنوب لبنان يحتضن كل الطوائف اللبنانية ولا يعني طائفة واحدة بعينها؟ إنّنا نعلن صراحة، في ضوء هذا المخطط، أننا سنواجهه بكل ما أوتينا من قوة، ونطالب بموقف وطني جامع لمواجهة هذا المخطط. لم يعد ممكناً السكوت وتحييد الأنفس في ظل هذا الواقع، فنندم جميعاً عندما لا ينفع الندم".

ودعا "القوى اللبنانية إلى التنبه من أخطار الانقسام، في الوقت الذي ما زال العدو يحتل أرضنا ويستمر في حربه العدوانية واعتداءاته المستمرة في الاغتيال والتدمير، مستفيداً من الانقسام الداخلي للوصول إلى ما لم يتمكن منه بالآلة العسكرية، أن يتمكن منه بقرارات الحكومة اللبنانية بنزع أوراق القوة، بالتفريط بالوحدة الداخلية وسلاح المقاومة، وعدم وعي المخاطر التي ستؤدي إليها".

واكد "ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الوطني والحرص على منع الفتنة بين اللبنانيين. تدارك الخطأ الذي حصل باتخاذ مجلس الوزراء قراراً بوضع جدول زمني لحصرية السلاح وعدم حشر الجيش اللبناني ووضعه في مواجهة المقاومة، مع قناعتنا بأن قيادة الجيش تمتلك من الوعي وتقدير الموقف والوطنية ما يُمكّنها من أخذ الموقف الذي يُجنّب البلد ما يسعى إليه أعداء لبنان".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق