إذا كنت تستيقظ باستمرار بين الساعة الثالثة والخامسة صباحاً، فأنت لست وحدك؛ فهذه الظاهرة، التي تبدو عشوائية، تمتد جذورها إلى التاريخ والأساطير، لكنها غالباً ما ترتبط بأسباب بيئية أو صحية يمكن التعامل معها.
في الميثولوجيا الإسكندنافية، تُعرف هذه الفترة بـ "ساعة الذئب"، حيث يكون النوم في أعمق مراحله والكوابيس في ذروتها، وهي اللحظة التي تجسدها السينما كوقت تتصاعد فيه المخاوف. لكن الطب الحديث يقدّم تفسيرات أكثر واقعية، إذ تعمل الساعة البيولوجية على تنظيم النوم والهرمونات ودرجة الحرارة، ومع اقتراب الفجر ننتقل طبيعياً إلى مراحل نوم أخف، مما يجعلنا أكثر عرضة للاستيقاظ بفعل أي مؤثر خارجي.
وتشمل أبرز الأسباب المحتملة للاستيقاظ المفاجئ: بيئة نوم غير مثالية حتى بوجود ضوء خافت أو اهتزاز هاتف، تغيّرات هرمونية خصوصاً لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث، اضطرابات النوم مثل الأرق أو انقطاع النفس أثناء النوم، إضافة إلى التوتر والقلق والاكتئاب، فضلاً عن تأثيرات التقدم في العمر الذي يقلل من النوم العميق ويزيد الحساسية للضوضاء.
ولتقليل فرص الاستيقاظ في هذا الوقت، يُنصح بالتعرض لضوء الشمس صباحاً، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الكافيين والكحول في المساء، والامتناع عن الأكل قبل النوم مباشرة، والحفاظ على غرفة نوم مظلمة وهادئة.
ورغم أن الاستيقاظ بين الثالثة والخامسة فجراً لا يُعد خطيراً بحد ذاته، فإن تكراره وتأثيره على جودة الحياة يستدعي مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية كامنة.
0 تعليق