شهدت هونج كونج تدفقاً كبيراً من الزوار الصينيين خلال عطلة عيد العمال التي استمرت خمسة أيام في مايو، إذ تجاوز عددهم 910 آلاف شخص، وهو أعلى مستوى منذ ما قبل جائحة كورونا.
لكن خلف هذه الأرقام القياسية، تكافح صناعة السياحة في المدينة وسط تراجع واضح في حجم الإنفاق.
فقد شهدت هونج كونج تحولاً هيكلياً في سلوك السياح الصينيين، بحسب الاقتصادي في “ناتيكسيس” جاري نج.
فقد باتت الزيارات قصيرة والإنفاق أقل، في وقت يضغط فيه التباطؤ الاقتصادي في الصين وأزمة القطاع العقاري المستمرة، على القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة.
وتُشكل السياحة الصينية أكثر من 75% من إجمالي عدد الزوار في المدينة، حسب ما أوضحته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
ورغم تسجيل أكثر من 34 مليون زائر صيني في 2024، بزيادة 27% عن العام السابق، إلا أن أكثر من نصفهم كانوا من زوار اليوم الواحد الذين أنفقوا في المتوسط 1300 دولار هونج كونج فقط (أي ما يعادل 166 دولارا أمريكيا)، مقارنة بـ2400 دولار هونج كونج في عام 2018.
أظهرت بيانات رسمية تراجعاً بنسبة 12% في مبيعات المجوهرات والساعات، وهو مؤشر رئيس على التسوق الفاخر، خلال الربع الأول من عام 2025، إلى جانب انخفاض في إجمالي مبيعات التجزئة بأكثر من 6%.
وبالتوازي، تحولت شركات السياحة الصينية إلى تنظيم جولات يومية بتكلفة منخفضة لا تتجاوز 138 يواناً (19 دولاراً أمريكياً)، تشمل التنقل والوجبات، بينما انتشرت على منصة “شياوهونغشو” نصائح لتوفير التكاليف مثل النوم في مطاعم “ماكدونالدز” المفتوحة 24 ساعة أو في المعابد التي تقدم الطعام والمأوى مجاناً.
قالت بائعة في متجر مجوهرات في حي تسيم شا تسوي، إن المبيعات تراجعت بأكثر من 80% مقارنة بذروتها عام 2018، رغم الخصومات الكبيرة.
في حين أشار مدير مجموعة “أوفولو” الفندقية إلى أن معدلات الإشغال انخفضت من 88% في 2018 إلى ما بين 60 و70% فقط العام الماضي.
وتسعى السلطات حالياً إلى الترويج لمعالم سياحية منخفضة التكلفة، وسط آمال بأن تؤدي الزيادة في أعداد الزوار إلى تعويض ضعف الإنفاق، وهو أمر لا يزال موضع شك من قبل الزوار أنفسهم.
0 تعليق