فرنسا تركع الجزائر وتجبرها على تقديم "تنازلات" لتجنب عقوبات غير مسبوقة

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترًا متزايدًا في الأشهر الأخيرة، مدفوعًا بالخلاف حول ملف الكاتب الصحفي "بوعلام صنصال" ورفض الجزائر استقبال المرحّلين من باريس.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن هذه الأزمة غير المسبوقة تأتي في سياق ضغوط فرنسية لإعادة النظر في اتفاقية 1968، وهو ما قد يدفع الجزائر إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية، في مقدمتها احتمال طرد السفير الفرنسي. ومع ذلك، تستبعد ذات المصادر إمكانية إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطيران الفرنسي، رغم كل التلميحات والتهديدات التي يرسلها نظام الكابرانات عبر أبواقه، لافتة الانتباه إلى التداعيات السلبية لهذا القرار، خاصة على الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا.

أما فيما يتعلق بمصير "بوعلام صنصال"، تشير ذات التقارير إلى أنه لا يزال غامضًا، خصوصًا أنه لم يظهر إعلاميًا خلال المحاكمة التي تناولتها وسائل الإعلام الجزائرية بشكل متكرر. وبالرغم من التهم الخطيرة الموجهة إليه، والتي تشمل المساس بوحدة الوطن وإهانة هيئة نظامية والإضرار بالاقتصاد الوطني، فقد أوضحت التقارير ذاتها أنه تم تصنيفها (التهم) كجنح بدلاً من جنايات، ما يعزز فرضية استخدام القضية كورقة تفاوضية أكثر منها إجراءً قضائيًا صارمًا، قبل أن تؤكد أن السلطات الجزائرية لم تحسم بعد موقفها من تهمة التجسس، التي قد تندرج ضمن الخيانة العظمى.

ويُنتظر بحسب ذات المصادر أن يكون شهر أبريل المقبل، محطة حاسمة في مستقبل العلاقات بين البلدين التي تدمرت بشكل غير مسبوق مباشرة عقب اعتراف باريس بمغربية الصحراء، وهو الملف الذي أدى إلى تصدّع العلاقات بين الجزائر وفرنسا. ومع ذلك، تشير بعض التحليلات إلى احتمال تراجع الجزائر، خاصة بعد قرار محاكمة "صنصال" أمام محكمة الجنح بدلاً من الجنايات، مما قد يفتح الباب أمام إمكانية الإفراج عنه مستقبلًا عبر عفو رئاسي.

وفي سياق متصل، تسعى الجزائر إلى تحييد التأثير الفرنسي عبر تعزيز علاقاتها مع بعض الدول الأوروبية، بينما تلوّح باريس بإجراءات دبلوماسية واقتصادية صارمة في حال استمرار الجزائر في موقفها. وتأتي تصريحات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" الأخيرة في هذا الإطار، إذ تعكس استراتيجية فرنسية تهدف إلى دفع الجزائر نحو تقديم تنازلات.

وفي ظل هذا المشهد المتوتر، تظل السيناريوهات مفتوحة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الجزائر على الصمود في وجه الضغوط الفرنسية، أو ما إذا كانت ستجد نفسها مضطرة إلى تقديم تنازلات في قضية "صنصال" أو غيرها من الملفات العالقة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق