في تقرير نشره معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسات العامة، الأربعاء المنصرم، وُصفت عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بـ"الفاشلة"، وذكر التقرير أن بعض عمليات حفظ السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لم تجدِ نفعًا، وإن كانت قد ساهمت في وضع حد للحروب الأهلية والصراعات في دول إفريقية.
وأضاف التقرير، في ذات السياق، أن بعثات أخرى لا تُعدّ مجرد إخفاقات باهظة التكلفة، بل قد تُبقي على الصراع قائمًا، وأعطى مثالًا على ذلك نزاع الصحراء، حيث أنشأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعثة الأمم المتحدة بالصحراء سنة 1991.
وحسب ذات المصدر، فإن الولايات المتحدة تعترف اليوم بالصحراء كجزء من المغرب، ويرغب الصحراويون أنفسهم في الانضمام إلى المغرب، ولهذا السبب، وبتمويل هذه المخيمات وتضخيم شرعية البوليساريو، تُعمّق الأمم المتحدة المشكلة.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي زكرياء الزروقي أن التقرير الذي نشره معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسات العامة تناول إشكالية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، مشيرًا إلى أن هذه البعثة لم تنجح في حل النزاع، بل قد تكون ساهمت في استمرار الصراع.
من الناحية الأكاديمية، يمكن القول إن فشل بعثات الأمم المتحدة في حالات مشابهة قد يعكس التحديات التي تواجهها المنظمة في تحقيق تسوية فعالة، عندما تكون الأطراف المتصارعة متباينة المصالح أو تتعارض مواقفها مع قرارات الأمم المتحدة.
ومن الناحية السياسية، يضيف المتحدث في تصريحه لـ"أخبارنا" أن التقرير يعكس تزايد القلق الدولي من جدوى تدخلات الأمم المتحدة في مناطق النزاع، خاصة عندما يتداخل ذلك مع مصالح قوى كبرى، مثل الولايات المتحدة في حالة الصحراء.
ما يعزز هذه النقطة هو أن بعض القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، قد تغير موقفها وتتبنى سياسات قد تتناقض مع جهود الأمم المتحدة، كما يظهر في اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، وهذا يثير تساؤلات حول دور الأمم المتحدة في النزاعات التي تشمل مصالح استراتيجية متضاربة بين الأطراف الدولية.
0 تعليق