تواجه شركة “بوينج”، إحدى أكبر الشركات الصناعية الأمريكية، تحديات كبيرة جراء الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رغم وعوده السابقة بدعم الصناعة وحماية الشركات المحلية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه الرسوم قد تأتي بنتائج عكسية، ما يضع “بوينج” — التي تصدر بمليارات الدولارات سنويًا — في موقف معقد.
رسوم ثقيلة تضرب الصناعة من العمق
تستهدف الرسوم الجديدة الألومنيوم والصلب، وهما من أهم المواد الخام المستخدمة في تصنيع الطائرات.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة كبيرة في تكاليف الإنتاج، ما قد ينعكس سلبًا على تنافسية الشركات الأمريكية، خاصة مع وجود منافسين دوليين بأسعار أقل.
لكن القلق الأكبر يمتد إلى سلاسل الإمداد. فالرسوم المرتقبة على السلع القادمة من كندا والمكسيك — المقرر تنفيذها الشهر المقبل — تهدد بتعطيل شبكة التوريد المتكاملة بين دول أمريكا الشمالية، ما قد يؤثر على تدفق المكونات الحيوية المستخدمة في التصنيع.
تحذيرات من خبراء القطاع
أكد بروس هيرش، خبير السياسة التجارية في هيئة “كابيتول كاونسيل”، أن هذه الرسوم تعتبر “مرعبة” لصناعة الطيران والفضاء التي حافظت على إعفاءات جمركية لعقود.
وأوضح أن “المكونات تأتي من كل مكان”، مشيرًا إلى أن تعقيد شبكة الإمداد يجعل الرسوم ضربة قاسية للقطاع بأكمله.
من جانبه، حذرت مجموعة من ممثلي شركات الطيران ومحطات إصلاح الطائرات والموردين من أن الرسوم ستؤثر على القدرة التنافسية للصناعة في الأسواق العالمية.
ووجهت المجموعة خطابًا للإدارة الأمريكية تطالب فيه باستثناء صناعة الطيران من هذه الرسوم للحفاظ على قدرتها التنافسية.
“بوينج” بين المطرقة والسندان
بالنسبة لـ”بوينج”، تأتي هذه الأزمة في وقت حرج للغاية. فقد أمضت الشركة العام الماضي في محاولة التعافي من أزمة طائرة 737 ماكس، التي تعرضت لانفجار في لوحة التحكم خلال رحلة في يناير 2024، ما دفع الجهات التنظيمية إلى إجراء تدقيق مكثف على عملياتها.
رغم ذلك، أكد بريان ويست، رئيس الإدارة المالية في “بوينج”، أن التأثير المباشر للرسوم سيكون محدودًا على الشركة نفسها.
ومع ذلك، أعرب عن قلقه من اضطراب شبكة الإمداد، مشيرًا إلى أن تعقيد سلسلة التوريد يجعل بعض الموردين أكثر عرضة للضرر من غيرهم.
وأضاف ويست: “ما يقلقنا حقًا هو توافر قطع الغيار والمكونات. لدينا شبكة إمداد معقدة وواسعة، وكل مورد يواجه مستوى مختلفًا من التأثر بهذه الرسوم”.
خسائر محتملة بالمليارات
توقع كيفن ميشيل، المدير الإداري لشركة الاستشارات “أيروديناميك أدفايزوري”، أن تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع التكاليف في قطاع الطيران والفضاء بما يقارب 5 مليارات دولار سنويًا.
وأكد أن الشركات الأصغر في سلسلة الإمداد، التي تعاني بالفعل من نقص في المواد الخام والعمالة، قد تكون الأكثر تضررًا.
0 تعليق