نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السفير البابوي في قداس عيد انتقال السيدة العذراء بدير الاحمر: لا تهاجروا وواصلوا الإيمان بقدرة الشعب اللبناني على الصمود, اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 09:45 صباحاً
احتفلت مطرانية دير الاحمر المارونية بعيد انتقال السيدة العذراء، في مسيرة تطواف مريمية انطلقت من باحة كنيسة سيدة البرج في دير الاحمر وجابت شوارع البلدة تقدم المسيرة حملة الصليب ومجسم السيدة العذراء، وشارك في المسيرة السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، المطرانان حنا رحمة وسمعان عطالله، رئيس اتحاد بلديات دير الاحمر هنري فخري ولفيف من الكهنة وحشد كبير من المؤمنين وابناء الرعية وبمشاركة حشد من ابناء المنطقة بعلبك والجوار.
واقيم بالمناسبة احتفال في ساحة باحة امام كنيسة مار يوسف وسط البلدة، والقى السفير البابوي المطران باولو بورجيا كلمة نقل فيها تحيات وبركات البابا ليون الرابع عشر لابناء المنطقة ودير الاحمر، البابا الذي يحمل لبنان والشرق الأوسط بأسره في قلبه، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة. ولفت الى إنه قريب من جميع الذين يعانون من الحرب والصراعات التي لا تزال تعصف بهذه المنطقة، ويؤكد صلواته من أجل السلام وراحة سكانها.
واكد ان قداسة البابا بدأ حبريته تحت شعار كلمات المسيح القائم من بين الأموات لتلاميذه: "السلام عليكم" ، وهي أمنية أود أن أقدمها لكم الله جميعًا، ولعائلاتكم، ولهذه القرية. السلام هو أعظم هبة. ولنصلي من أجل السلام، ولنرغب في السلام، ولنطلب من الرب أن يحوّل قلوب الجميع إلى السلام. إن الحرب والصراعات والانقسامات هي دائمًا هزيمة للجميع لأنها لا تجلب سوى الموت والدمار والكراهية ،على العكس من ذلك، فإن السلام هو الحياة والعدالة والمغفرة واحترام الآخر. السلام يبني والحرب تدمر. قبل أن يكون السلام ثمرة اتفاقات كبرى أو دبلوماسية رفيعة المستوى، فإنه يُبنى من خلال الأفعال اليومية والخيارات الشخصية التي تشكل عقلية سلم ،قادرة، بما يتجاوز الاختلافات على تعزيز الاخوة.
واوضح إنَّ لبنان فسيفساء كبيرة من التنوع، ولا يمكنه أن يحقق رسالته ويكون بلداً فريداً ومتحداً ومتعايشاً إلا من خلال الوحدة والقدرة على التعايش والاحترام المتبادل والسلام يسرني أن أكون في دير الأحمر عشية عيد انتقال السيدة العذراء مريم التي تُكرمونها هنا تحت اسم "سيدة البرج.
وتوجه المطران بورجيا بالشكر الى الأساقفة المطران حنا رحمة على دعوته لي لزيارة هذه الأرض الغنية بالتقاليد القديمة وآثار الماضي العظيم. إن وجود العديد من الكنائس القديمة يشهد على الإيمان الذي ترسخ على مرور الزمن في هذه الأماكن وتقوى على مرور القرون، حتى في الأوقات الصعبة والمحن الشديدة. كونوا دائماً فخورين بإيمانكم حافظوا دائماً على هذا الإيمان الذي ورثتموه عن آبائكم، وهو الثروة الحقيقية لمجتمعكم ولكل واحد منكم إنه الإيمان بيسوع المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة. إنه يتغذى بكلمة الإنجيل والأسرار المقدسة. وهو يعيش في المحبة والمحبة للجميع على مثال يسوع في التضامن في الالتزام السخي من أجل الصالح العام في الاهتمام بالآخرين ورعايتهم، مهما كانوا وتوجه بالشكر الى اهالي دير الاحمر على إظهارهم، خلال الأشهر الأخيرة من الحرب، السخاء والرحمة والتضامن فيما بينكم ومع الجميع، مسيحيين ومسلمين.
واضاف: الاحظ وجود عدد كبير منكم الليلة في احتفال مجتمعكم. أعتقد أن الكثير منكم اتوا من مناطق أخرى في لبنان، أو حتى من الخارج. ومن الجميل أن نرى هذا الارتباط بأرضكم، الذي يميز جميع اللبنانيين أينما كانوا؛ أنصحكم بأن تحافظوا دائمًا على هذه الصلة لأنكم بحاجة إلى هذه الأرض، حيث توجد عواطفكم وتاريخكم، وهذه الأرض أيضًا بحاجة إليكم . لا تغادروا أرضكم أبدا، وحتى إذا اضطررتم إلى المغادرة لأي سبب من الأسباب، فاحفظوا دائما جزءًا من قلبكم هنا. هذه المنطقة بحاجة إلى كل واحد منكم إلى التزامكم ودعمكم وقربكم لتستمر في العيش والتطوّر. لا تيأسوا أبدًا من الصعوبات الموجودة، بل ابقوا في هذه الأرض وواصلوا الإيمان بقدرة الشعب اللبناني على الصمود وبإمكانية تحقيق مستقبل أبهى بفضل قدراتكم. اليوم نحتفل بذكرى سيدة البرج التي تكرمونها كحاميتكم. لقب البرج له مغزى كبير في تقاليد الكنيسة، يرمز البرج إلى قداسة مريم وحرمتها من كل شكل من أشكال الشر والخطيئة. أحد تسميات العذراء مريم في صلوات الطلبات المريمية في الكنيسة اللاتينية هي برج العاج". لكن البرج يرمز أيضًا إلى القلعة الملجأ لنا، نحن أبناؤها الذين نجد فيه المساعدة والحماية. فنطلب في هذه الليلة من والدة الله لنا ولعائلاتنا ومجتمعاتنا. لنختتم بالبركة الرسولية التي يسعدني أن أقدمها لكم باسم قداسة البابا ليون الرابع عشر وباسم البابا ليون الرابع عشر نمنح البركة الرسولية إلى جميع الحاضرين، صلوا إلى الله من أجل قداسة البابا ليون الرابع عشر، ومن أجل ممثله في لبنان، ومن أجل رئيس أساقفتكم حنا ومن أجل كنيستنا الأم المقدسة واحرصوا على العيش في قداسة، وفي شركة كاملة معها. وبصلاة القديسين بطرس وبولس ليبارككم ويحفظكم الله في نعمته..
والقى راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران حنا رحمة كلمة رحب فيها باسم الكنيسة المارونية بالسفير البابوي باولو بورجيا في بعلبك – دير الأحمر على هذه الأرض المجبولة بالوفاء والصلاة والرجاء. وقال اسمحوا لنا أوّلًا أن نعبر عن امتناننا لذكرى الحبرية المثمرة والمضيئة للبابا فرنسيس، الذي انتقل إلى بيتِ الآبِ في الحادي والعشرين من آذار من هذا العام. كما نرفع صلواتنا على نيّة كنيستنا الكاثوليكية المقدّسة، ولأجلِ فيض النّعم على خدمة قداسة البابا لاون الرابع عشر، الذي دعته النعمة الإلهية لقيادة الكنيسة في نور الروح القدس.
واكد ان حضور السفير البابوي بيننا يتجاوز الإطار البروتوكولي لزيارة رسمية، فهو علامة حيّة وملموسة على عناية خليفة بطرسَ بالكنائس الشرقية، وخاصةً بلبنانِنَا الجريح، الصامد، الأمين لدعوته في الشهادةِ للإنجيل في قلب الشرق الأوسط. إن رسالتكم تتخطى حدود الدبلوماسية، لتعكس قربًا كنسيا، وحضورًا معزّيًا، وخدمةً إنسانيةً عميقةً على مثال المسيح الخادم.
واضاف انتم تأتون إلينا لا فقط كممثل للكرسي الرسولي، بل كرسول سلام وراع أخوي نستقبله بمشاعرِ التأثَرِ والامتنان. ستطأ أقدامُكم أرضًا مشبعة بالتاريخ، مخصبة بالقداسة والشهادة، مطبوعة بالألم والاضطهاد والوفاء ستلتقون بكنيسة متواضعة ولكن أصيلة، فقيرة ولكن مضطرمة، متجذرة في الأرض لكن منفتحة على العالم بدعوتها. إن وجودكم بيننا ليس مجرّدَ تعزية لقلوبنا، بل هو تشجيع لرسالتنا، وتذكير منير بأن كنيستنا جزء حيّ وفاعل من جسدِ المسيح الحي المنتشر حتى أقاصي الأرض. في هذه الكنيسة العريقة التي دأبت على اللقاء والحوار مع إخوتنا المسلمين من سنّة وشيعة، تُشكل التعددية هويّتنا، والعيش المشترك رسالتنا، والسلام رؤيتنا.
اضاف نحملكم في صلواتِنا، يا صاحب السيادةِ، لكى تكون رسالتكم في لبنان مثمرةً في السلام والشركةِ والرجاء من أجل وحدة المسيحيين، ومن أجل الحوار الفعال مع مختلفِ الأطياف اللبنانية، ومن أجل الدفاع عن الأكثر ضعفًا، وبناء جسور ثابتة بين الشعوب. لتطبع ذكرى هذا اللقاء ذاكرتكم بجمال المشاهد الطبيعية، ودفء المؤمنين، ورجاء شعبنا الصامد الذي ما زال يؤمن بأن الله يعمل في صمت القلوب وأحداث التاريخ.
والقى رئيس اتحاد بلديات دير الاحمر كلمة هنري الفخري كلمة راى فيها ان الحضور ليس اطار بروتوكولي بل فعل ايمان وتضامن وشركة، حيث نعيش هجرة مقلقة ومستقبل غامض لشبابنا ورغم ذلك ستبقى دير الاحمر صامدة شامخة بشبابها وزيارتكم تجدد روح الامل وبكل محبة وثقة نسلمكم مفاتيح دير الاحمر ،ونحملكم صوتنا الى البابا لاوون الرابع عشر كي تبقى الكنيسة قريبة من ابنائها في لبنان وخاصة في هذه المنطقة المهمشة. ونسلمكم مفاتيح دير الاحمر لنتفتح لكم ابواب بلدتنا كما نفتح قلوبنا.
0 تعليق