إسرائيل توسع الإخلاء.. ونزوح عشرات الآلاف في غزة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

وسعت إسرائيل، أمس الجمعة، دائرة إنذارات الإخلاء إلى داخل أحياء مدينة غزة، دافعة آلاف المدنيين إلى النزوح القسري، وسط استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف أنحاء القطاع، ووقوع عشرات القتلى والجرحى، فيما أكدت الأمم المتحدة أن ضحايا عشرات الغارات في الأسابيع الأخيرة هم من «النساء والأطفال حصراً»، كما حذرت من خطر إبادة جماعية، مشددة على أن ما تقوم به إسرائيل يقوض «القدرة المستقبلية للفلسطينيين للعيش في غزة»، بينما كشفت منظمة الصحة العالمية عن انخفاض خطر بمخزونات الأدوية في غزة، وقالت رئيسة الصليب الأحمر: إن الوضع في غزة «جحيم على الأرض»، في حين نقلت تقارير إسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي أن لواء رفح التابع ل«حماس» لم يهزم بعد... والجيش يواجه إخفاقات في تدمير الأنفاق.
أعلن الدفاع المدني في غزة أن غارة جوية إسرائيلية قبل فجر أمس الجمعة في جنوب القطاع أسفرت عن مقتل 10 أفراد من عائلة واحدة بينهم سبعة أطفال، بينما أظهرت لقطات مصورة في موقع الغارة الإسرائيلية، في خان يونس، رجال الإنقاذ وهم يرفعون الجثث في أكياس بيضاء وبطانيات، وينقلونها في سيارات الإسعاف إلى المستشفى. وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 50912 قتيلاً،
و115981 منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وذكرت وزارة الصحة في غزة، بأن من بين الحصيلة 1542 قتيلاً، و3940 مصاباً منذ 18 آذار/ مارس. وقالت: إن 26 قتيلاً ارتقوا (بينهم 6 انتشلت جثامينهم)، و106 مصابين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحمد إياد محمد فرحات، قائد وحدات القناصة في كتيبة تل السلطان التابعة ل«حماس» خلال عمليات عسكرية بمنطقة تل السلطان في رفح مؤخراً.
وبدأ سكان المناطق الشرقية من مدينة غزة النزوح بعد إنذار الجيش الإسرائيلي لهم بالإخلاء صباح أمس الجمعة، متوعداً «بقصف عنيف لأحيائهم». وكان قد سبق بيان للجيش طالب فيه السكان في أحياء الشجاعية والتركمان والزيتون الشرقي بالإخلاء والتوجه نحو المناطق غرب المدينة. وكانت وكالة «الأونروا» أعلنت، الجمعة، أنها تقدر نزوح 400 ألف شخص في قطاع غزة، منذ استئناف الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة في 18 آذار/ مارس الماضي. وبات الجيش الإسرائيلي يمنع الأهالي من دخول 65 في المئة من مساحة قطاع غزة بصفتها «مناطق عازلة» وفق زعمه، أو تحت إنذار الإخلاء، وفق ما أكد تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا».
ونددت الأمم المتحدة أمس الجمعة بتداعيات الضربات الجوية الإسرائيلية على مختلف أنحاء قطاع غزة، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من ضحاياها هم من النساء والأطفال. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان، إنه «بين 18 آذار/مارس و9 نيسان/إبريل 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريباً مباني سكنية وخياماً للنازحين»، مشيرة إلى أنها تتحقق «من معلومات تتعلّق بنحو 36 غارة، مفادها أنّ الضحايا الموثّقين حتّى اللحظة همّ من النساء والأطفال حصراً». وبدورها، قالت منظمة الصحة العالمية: إن مخزونات الأدوية منخفضة بشكل خطر بسبب منع دخول المساعدات إلى غزة، ما يصعب على المستشفيات مواصلة العمل ولو جزئياً. وقال ريك بيبركورن المسؤول في المنظمة للصحفيين في جنيف عبر اتصال مرئي من القدس «نعاني نقصاً حاداً بمستودعاتنا الثلاثة، في المضادات الحيوية والمحاليل الوريدية وأكياس الدم».
ومن جانبها، وصفت ميريانا سبولياريتش إيجر رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الجمعة الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه «جحيم على الأرض» وحذرت من أن الإمدادات في المستشفى الميداني التابع للجنة ستنفد خلال أسبوعين.
من جهة أخرى، أصدر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحذيراً من أن السياسات الإسرائيلية في غزة تهدد الوجود الفلسطيني برمته. وفي مؤتمر صحفي في جنيف، قالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني: إن «التراكم المستمر للانتهاكات الإسرائيلية في غزة يدفعنا للتعبير عن قلق بالغ. فالأعمال العسكرية الإسرائيلية تخلق ظروفاً معيشية لا تتناسب مع استمرار الحياة الكريمة للفلسطينيين كشعب وكجماعة بشرية». وأضافت أن «تهجير السكان المدنيين بشكل دائم داخل الأرض المحتلة يرقى إلى مستوى الترحيل القسري».
في غضون ذلك، كشف الكاتب والصحفي الإسرائيلي يوسي يهوشواع أن لواء رفح التابع لكتائب القسام لم يهزم كما أعلن سابقاً، وأن حركة «حماس» لا تزال تحتفظ بكتائب عاملة هناك. وقال يهوشواع في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت: إن «حماس» تستخدم ما وصفه التقرير ب«إمبراطورية الأنفاق» التي ما تزال نشطة بنسبة تصل إلى 75%. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أعلن في سبتمبر 2024، أن «الفرقة 162 هزمت لواء رفح»، مشيراً إلى القضاء على أكثر من 2000 عنصر من حماس وتدمير 13 كيلومتراً من الأنفاق. إلا أن تصريحات جديدة صادرة عن قادة ميدانيين في الجيش تشير إلى عدم تحقق هذا النصر فعلياً. وأقرت مصادر عسكرية بأن «حماس» لا تزال تسيطر على أجزاء من رفح وتدير عملياتها من خلالها. ولفت التقرير إلى أن الأنفاق لا تزال الوسيلة الرئيسية لحماس في التنقل والإمداد، رغم سنوات من العمليات العسكرية لمحاربتها.(وكالات)

أخبار ذات صلة

0 تعليق