نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النازحون في مدينة غزة.. جوعي تحت القصف, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 03:51 مساءً
وكان صبحي محمد عصفور وصل إلي شمال غزة بحثًا عن الطعام والمأوي والأمل. لكن بدلًا من ذلك يعيش هو وعائلته في حالة من الجوع والرعب. إذ تهدد أوامر التهجير الإسرائيلية بإجبارهم علي النزوح للمرة السابعة منذ بدء الحرب.
وقال عصفور "46 عامًا". لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية: "جئت إلي غرب غزة بحثًا عن مكان لإقامة خيمة. لكن ليس لديّ مال". مشيرًا إلي أن نقل عائلته من المنطقة. كما أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين. سيكلف 500 دولار أو أكثر.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة علي مدينة غزة. بعد إعلانه بدء المرحلة الأولي من هجومه البري المخطط له. وتحت وطأة القصف لا يعرف "عصفور" كيف يعتني بزوجته وأطفاله الأربعة وأخته ووالديه. قائلًا: "أخشي علي أطفالي. لكن أين أذهب؟ لا مكان ولا أمان".
ويبحث عصفور عن ملجأ. ويعيش وسط الغارات الجوية والحرمان المتزايد. بعد إعلان المجاعة في شمال غزة. بما في ذلك مدينة غزة. أمس الأول الجمعة. من قبل السلطة الرائدة في العالم بشأن الجوع.
وأفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة "عالقون في المجاعة". مع تزايد الوفيات الناجمة عن الجوع في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني. في ظل أزمة متصاعدة في ظل العدوان الإسرائيلي والقيود المفروضة علي المساعدات. وأضاف أنه من المتوقع أن يرتفع العدد إلي أكثر من 640 ألف شخص بحلول نهاية سبتمبر.
واشتدت أزمة الجوع في غزة بعد أن فرضت إسرائيل حصارًا يمنع دخول الغذاء والإمدادات الحيوية الأخري إلي القطاع في 2 مارس الماضي. وبينما رفعت الحصار في مايو لم تسمح إلا بدخول كميات ضئيلة من المساعدات لأسابيع بعد ذلك.
وفي حر الصيف. يشبه الهواء داخل خيمة كريم حمدان المهترئة علي ساحل مدينة غزة بالنار. ويقضي أيامه باحثًا عن الماء. وفي الليل ينام في الشارع تحت سماء تحيط بها طائرات مسيرة.
يقول صاحب المتجر البالغ من العمر 52 عامًا. الذي نزح تسع مرات حتي الآن. لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. إنه لم يعد هناك مساحة في ذهنه للتفكير فيما سيفعله إذا أجبرته إسرائيل علي الرحيل مرة أخري.
قال حمدان: "أولًا. ليس لدينا المال الكافي للنزوح.. لن نتمكن من التنقل.. كيف سأرتب أموري؟ كيف سأتمكن من المشي؟".
ومثل مليون شخص يعيشون في مدينة غزة. التي أصبحت بالفعل مكتظة بالنازحين من أماكن أخري. لا يستطيع حمدان أن يتصور ما بقي لعائلته المكونة من 8 أفراد.وبحسب الأمم المتحدة. فإن ما يقرب من 90% من أراضي غزة أصبحت ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية. أو تخضع لأوامر التهجير القسري.
ويتركز بالفعل جزء كبير من بقية سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة في منطقة المواصي. وهي شريط ساحلي مزدحم في جنوب القطاع. والمكان الوحيد المتبقي الذي يلجأ إليه الفلسطينيون الفارون من مدينة غزة. وقال حمدان: "لا ندري إلي أين سنذهب.. سنتوقف إن وجدنا شيئًا علي الطريق البحري. أو في الشارع. أو في أي مكان خال".
والعديد من الفلسطينيين ضعفاء للغاية. أو فقراء للغاية. أو ببساطة غير راغبين في اقتلاع جذورهم مرة أخري. وهم يدركون أن المكان الوحيد الذي تركته لهم إسرائيل مكتظ بالفعل ويفتقر إلي الموارد.
قال كريس ماكنتوش. من منظمة أوكسفام في غزة. إن النزوح سيفاقم كارثة إنسانية. وأضاف: "سيُجبَر مئات الآلاف من الأشخاص الضعفاء علي النزوح إلي تلك المناطق المكتظة أصلًا. والبحث عن الطعام والنضال من أجل الموارد المتناقصة".
والقصف الإسرائيلي المكثف علي الضواحي الشرقية لمدينة غزة أجبر الآلاف بالفعل علي النزوح. وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 16 ألف شخص نزحوا إلي الجنوب والغرب بين 12 و20 أغسطس.
ومع عدم وجود خيارات جيدة وإحجامهم عن المغادرة مرة أخري. بقي معظم الفلسطينيين حتي الآن في مدينة غزة. ويري الكثيرون أن محاولة إجبارهم علي النزوح جنوبًا جزء من خطة إسرائيلية. لطردهم نهائيًا.
وقال سكان مدينة غزة إنهم يعرفون أن منطقتي المواصي ودير البلح الجنوبيتين كانتا ممتلئتين بالفعل بما يفوق طاقتهما. وأوضح آخرون أن استئجار مركبة لنقل خيمة جنوبًا سيكلف ما بين 300 و400 دولار. وحتي في هذه الحالة. سيتوجب عليهم إيجاد بقعة أرض لم تؤخذ بعد. فيما تمسك البعض بأمل أن تقبل إسرائيل باتفاق لوقف إطلاق النار. قبل أن تصل إليهم الهجمات.
حنين دحلان. البالغة من العمر 37 عامًا. من سكان المدينة. قالت في البداية إنها وزوجها وطفليها سيبقون هناك مهما كلف الأمر. وكان تركيزها منصبًا علي الجوع الذي تعانيه. فقد مرت 3 أسابيع منذ آخر وجبة طعام كاملة. كما قالت. وهي تتوسل للحصول
علي الدواء. مضيفة: "ليس لدينا مكان آخر".
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق