نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 08 - 03 - 2025

تشارك المملكة دول العالم الاحتفاء ب"اليوم العالمي للمرأة"، الذي يأتي يوم 8 من مارس كل عام، بمنظومة واسعة من البرامج والفعاليات، التي تشجع على تعزيز دور المرأة وتقدمها في مختلف المجالات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وتقديرًا لدورها الكبير في مجالات العلوم المختلفة والتكنولوجيا والاقتصاد والابتكارات، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في برامج التنمية المستدامة.
أضحت هذه الجهود جزءًا من سياسة المملكة في تعزيز دور المرأة في مجالات الحياة، لدعمها لتحقق المزيد من الإنجازات في هذه الميادين، لإيمانها بدورها في بناء الوطن وتنميته، حيث شهدت منظومة تمكين المرأة تحولاً نوعياً، تقديراً لقدراتها ومواهبها، بمنظومة متكاملة من الإصلاحات التشريعية التي أضافت لها حقوقاً لم تحظ بنيلها في عقود سابقة.
تمكين المرأة
تشهد المملكة تقدماً كبيراً في تمكين المرأة بمختلف المجالات، تماشياً مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع والاقتصاد، وانعكس هذا التقدم في مشاركة المرأة الفاعلة في مجالات التعليم، والاقتصاد، والسياسة، والرياضة، والتقنية، والفضاء، فقد حصلت المرأة السعودية على فرص واسعة في التعليم.
وقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من أقل من 20 % إلى أكثر من 37 % خلال السنوات الأخيرة، كما تألقت سيدات أعمال سعوديات في ريادة الأعمال والتجارة الإلكترونية، إضافة لتقلدهن مناصب قيادية في البنوك والشركات الكبرى، كما حظين بدعم من القيادة السياسية، من خلال تعيين المرأة في مناصب قيادية حكومية، ودخلت المرأة السعودية مجلس الشورى منذ عام 2013، وأسهمت مشاركتها الفاعلة في وضع السياسات والتشريعات الداعمة لحقوق المرأة والأسرة والمجتمع.
وكان حضور المرأة السعودية فاعلاً في الألعاب الأولمبية والعالمية، وإنشاء فرق نسائية رسمية في مختلف الرياضات، مثل كرة القدم وكرة السلة والفروسية، بل والفوز بميداليات في المنافسات التعليمية والرياضية الإقليمية والدولية.
مبتكرات مبدعات
وفي مجال براءات الاختراع حققت المرأة والفتاة السعوديات على براءات اختراع عالمية في مجالات الطب والهندسة والعلوم، وفي التقنية والابتكار برزت عالمات سعوديات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، في وبرامج الابتكار وريادة الأعمال التقنية، ما أدى إلى تأسيس شركات تقنية ناشئة تقودها سيدات وفتيات سعوديات، كما اقتحمت مجال الفضاء والاكتشافات العلمية، وأصبحت مشاركة في الأبحاث الفلكية والفضائية بالتعاون مع كبرى وكالات الفضاء العالمية.
وأظهرت تألقاً في مجالات الفنون والثقافة، خاصة في مجالات الأدب، والشعر، والفنون التشكيلية، والسينما، إضافة لإبداعها في إنتاج أفلام سعودية شاركت في مهرجانات عالمية، وتحقيق نجاحات إقليمية وعالمية، كما حصلت على جوائز مرموقة في مجالات الثقافة والفنون على المستوى المحلي والدولي.
اقتصاد وريادة أعمال وجوائز
لقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بشكل ملحوظ، حيث باتت تشغل مناصب قيادية في الشركات الكبرى والبنوك والمؤسسات المالية، بدعم منقطع كبير من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله - فانعكس هذا الدعم الكبير في المملكة نحو تمكين المرأة وتعزيز دورها في التنمية الوطنية.، ومع استمرار الدعم الحكومي والاجتماعي، حصلت على تقدير عالمي وبروز العديد من العالمات والباحثات اللواتي حصلن على جوائز عالمية مرموقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
نجوم في سماء العالمية
تحظى المرأة السعودية باهتمام ورعاية القيادة الحكيمة ومنحتها سبل التمكين بحِزم من القرارات التاريخية، لتشكل نقلة نوعية متحضرة، تعزز من دورها ومكانتها في المجتمع والحياة العملية في مختلف الميادين، لتكون شريكاً فاعلاً في رفع راية الوطن ورفعته وإبراز قيمته في جميع المحافل الدولية، محققة نجاحات متفردة في جميع المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وكان الأجمل حضور المرأة العالمي في مجالات العلوم والابتكار، مستهدفة تحقيق رؤية 2030 على أرض الواقع، ونتيجة لذلك كان تتويجها بالعديد من الجوائز العالمية، إلى جانب صعودها إلى الفضاء لخدمة الإنسانية والابتكار في العلوم، فكانت ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية.
إن قائمة النساء السعوديات القياديات على مستوى العالم، تزخر بأسماء أضاءت فضاءات الإبداع، منهن الدكتورة ابتسام سعيد باضريس، عالمة الأبحاث في المركز الوطني للتقنيات المتناهية الصغر في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST)، وهي أول سعودية تحصل على العضوية في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)، إضافة إلى كونها أول سعودية حاصلة على درجة الدكتوراه تعمل في المركز الوطني للرياضيات والفيزياء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، و الدكتورة عبير العليّان الخبيرة والعالمة السعودية في المجال النفطي، فكانت أول سيدة عربية سعودية تحوز على جائزة امرأة العام 2018م للغاز والبترول في الشرق الأوسط، في مجال تطوير مادة كيميائية بإمكانها التغلب على مشكلات خسارة سائل الحفر في عمليات حفر آبار النفط من ناحية التكلفة والمخاطر التي تواجه عمليات الحفر، الدكتورة خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إضافة إلى عملها رئيساً لمركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام في المستشفى، وكذلك الدكتورة حياة سندي، التي تعد من أهم النماذج الرائدة في المجالات العلمية الطبية، وهي أول باحثة وعالمة سعودية، تشغل منصب سفير النوايا الحسنة للعلوم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وعملت على اختراع مجس للموجات الصوتية، والمغناطيسية يمكن من خلاله ومراقبة معدلات السكر وضغط الدم في أجسام رواد الفضاء، إضافة إلى الدكتورة سميرة إسلام التي تعد أحد أهم العالمات السعوديات وحصلت على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم الصيدلية، أول سعودية تحصل على درجة الأستاذيّة في علم الأدوية، وتعمل رئيسة لوحدة قياس ومراقبة الأدوية بمركز الملك فهد للبحوث الطبية، ومعهن الكيميائية سهاد كندي أول سعودية تحصل على جائزة دولية من لندن في مجال الكيمياء، وتشغل منصب رئيس المجموعة البحثية السعودية لدراسة داء السكري في جامعة الملك عبد العزيز، والمهندسة مشاعل الشميمري، أول مهندسة سعودية تعمل في مجال تصميم الصواريخ بوكالة ناسا الأمريكية لدراسات الفضاء، كما أسست شركتها الخاصة، لعمل في مجال الصواريخ الخاصة بإطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.