"حديث السحر" ترميم الماضي..ضرورة البقاء

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"حديث السحر" ترميم الماضي..ضرورة البقاء, اليوم الأحد 2 مارس 2025 06:33 مساءً

"حديث السحر" ترميم الماضي..ضرورة البقاء

نشر في الرأي يوم 02 - 03 - 2025

6698921

بقلم/ عبدالله غانم القحطاني
ذكرتني هذه الصورة من محافطة طريب بإيجابية المواطن المختص بالعمارة حينما يهتم بتراث بلاده، وقد فاجأني بها أخي المهندس محمد يوم أمس الموافق 1 رمضان المبارك..
ومعروف أن الناس يرتبطون بماضيهم القريب وبالأماكن المرتبطة بسنوات أعمارهم التي ذهبت ولن تعود، حينها يشعرون عند ذكرها أو رؤيتها بالحنين بشكل يجعلهم يستعيدون كثير من ذكريات صباهم وحياة آباءهم وتلك الظروف التي مروا بها في القرية أو الناحية أو المدينة أو حتى بالمدرسة..
والملاحظ أن أهل المملكة في ظل رؤية النهضة والخير وتأصيل الهوية الوطنية "2030"، عادوا للإهتمام بالموروث والحفاظ عليه وتجديد ما يمكن منه قبل أن يُنسى أو يندثر..
محل تقدير وثناء ما يُرى من جهود في محافظات المملكة يقوم بها المواطن تجاه موروثه العائلي على مستوى ترميم المساكن وتخليد المواقع التاريخية الخاصة التي تتضمن دور كانت للسكن، والحفاظ على قطع أثرية كأدوات الزراعة والقهوة والأسلحة، وهناك من قام بتجديد وتحسين وضع المباني الطينية والحجرية القديمة وتحويلها إلى متاحف خاصة أو مزار لعوائلهم وضيوفهم..
هذه الصورة المرفقة هي لبيت قديم لعم الوالد، الجد سعيد العابسي رحمهما الله، بناه عام 1390ه وتوفي عام 1394ه. وبالقرب منه بُني مسجداً للقرية في عام 1400 تقريباً على نفقة الجار الراحل الكريم هادي بن شايع آل دريس رحمه الله.. أصبح هذا البيت الصغير المتواضع مهجور منذ وفاة صاحبه قبل (52 عام)، والمسجد الصغير لم يعد بالقرية من أحد يصلي به، فقد ماتوا جيرانه جميعاً وأنتقل أبناءهم لأماكن أخرى..
وتحول المنزل والمسجد إلى خرابة موحشة وأطلال لا أحد يجرؤا على دخولها، لكنها اليوم حيّة وتبتسم للحياة مجدداً متخلصة من الخوف، المسجد في غاية السعادة بعد أن فُتح بابه وجُدد لونه وأُعيد له النور، وفي فناءه يفطر 6 عُمال، وتم بناء دورة مياه بجانبه لم تكن موجودة.
المعنى أن الكتابة عن هذا الموضوع ليس الغرض منها الإشادة بالأخ الذي أحيا وجدد مضمون الصورة، وهو لا يزال يكمل الصيانة، لكن المجال هو لماذا لا يهتم الكثير بالحفاظ على موروثهم وبيوت آباءهم وآبارهم، وهي غير مكلفة إذا كان القصد صيانتها لئلا تنهدم وتزول.. مع أن هناك من فعل وجدد ولهم التقدير والشكر..
أخيراً، التقنية الحديثة فعلت مالم يكن يوماً بالحسبان، فالصورة التقطها الأخ محمد وهو في بيته بالرياض قبل الإفطار يوم أمس غرة رمضان المبارك، من خلال كاميرات مُركبة بالقصر مُشرف المجاور، وأرسلها لي قبل الأذان، فعاد الزمن بنا للوراء وتذكرنا تلك الوجوه النقية التي سجدت بهذا المسجد وولجت هذا البيت لزيارة صاحبه المريض قبل أن يلفظ نفسه الأخير ويموت به، رحمهم الله جميعاً..
الى اللقاء في حديث سَحَرِ جديد.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق