نشر في الرأي يوم 22 - 08 - 2025

- الرأي - بدرية عيسى - جازان :
في قلب الجنوب السعودي، وعلى ضفاف البحر الأحمر، تقف جازان شامخةً بتاريخٍ ضاربٍ في الجذور، تختزل في تضاريسها الوعرة وسهولها الخصبة حكايا المجد والصراع والتحوّل. لم تكن جازان يومًا مجرد بقعة جغرافية على خارطة الوطن، بل كانت وما زالت مسرحًا لأحداثٍ تاريخية صنعت ملامحها وأثرت في نسيجها الاجتماعي والثقافي. ومن بين صفحات الزمن، تبرز وقائع مفصلية شهدتها هذه المنطقة، لتروي لنا قصة شعبٍ صامد، وهويةٍ لم تنكسر، وأرضٍ حافظت على خصوصيتها رغم تعاقب الأزمنة.
– انضمام جازان للحكم السعودي
بينما كانت قوات الملك عبد العزيز تحاصر مدينة جدة كانت الأوضاع في جازان مظطربة بين العائلة الإدريسية حيث كان الحسن الإدريسي في خلاف مع ابن أخيه علي الإدريسي بشأن تولي الإمارة وبدأ شيوخ القبائل والناس يتوقون لحكم آل سعود والاندراج تحت ملكه ومراسلة الملك عبدالعزيز بهذاالشأن. وفي المقابل أيضا ادرك مصطفى النعمي أمير رجال المع خطورة الموقف حيث ان قوات الإمام يحي اليمنية تتجهز لغزو المخلاف تهامة وجبلا. عندها نسق مع عبدالله العسكر أمير أبها لمقابلة الملك عبدالعزيز.التقى مصطفى النعمي بالملك في جدة وشكى له الوضع،فابلغه أن عينه على جازان وقام بإرسال ستين رسالة مراسلا بها شيوخ القبائل والاعيان وابلغهم بأنه لن يتخلى عن المنطقة وقام أيضا بإرسال وفد لمؤازرة الحسن الإدريسي ونقل السلطة من ابن اخيه إليه وأبقاه أميرا هناك .واثناء تولي الحسن الإمارة خطط لتسليم المخلاف والمنطقة لإمام اليمن وبدأ يتصرف بالسياسيات الخارجية للمنطقة. بلغ ذلك الأمر الملك عبدالعزيز فأرسل إليه بأن يتوقف عن مخططه وألا يلعب بالنار وابلغه ان لديه توصيةمن أخيه السابق بأنني أناالمسؤول عن المنطقة. بعدها وقع معه معاهدة مضمونها "أن ابن سعود هو المسؤول عن المنطقة وعن الدفاع عنها وأنه هو المتصرف لشؤونها الخارجية والسياسة . "وسميت هذه المعاهدة ب"معاهدة مكة"التي عقدت عام ١٣٤٥ه. بعدها بأربع سنوات تقريبا ادرك الحسن الإدريسي عجزه وضعفه في إدارة الإمارة ورغبته في التخليه عنها وكان ذلك عام ١٣٤٩ه .فتم ذلك وتبادل الطرفان الوفود واللجان والمسؤولين واصبحت بذلك منطقة جازان تحت الحكم السعودي كاملة وكانت مرجعيتها لإدارة شوؤون المنطقة باتصال مع نائب الملك في الحجاز الملك فيصل رحمه الله.
▪︎ باختصار من لقاء تلفزيوني مع الدكتور علي الصميلي.