نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اتزان الحوار, اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 04:54 مساءً
نشر بوساطة fatimahnahar@ في البلاد يوم 19 - 08 - 2025
حين يعلو الضجيج وتتصادم الآراء، يبرز نوع من الأفراد يختلف عن الآخرين؛ أولئك الذين يختارون الحوار السوي بدل الانفعال والهدوء بدل الصراخ، و يتعاملون دون خلق أي شخصنة مع المواضيع. وجودهم يشبه النسمة ويبعث الاطمئنان في من حولهم، ويعيد للنقاش قيمته الأصلية كأداة للفهم لا للخصام.
سر تميزهم يكمن في الإصغاء العميق ، حين يتحدث الطرف الآخر، ينصتون لا من أجل الرد فقط، بل من أجل الفهم. هذا الإصغاء يمنحهم صورة أوضح ويخفف من حدة الانفعال، الذي غالبًا ما يفسد النقاشات. فهم يدركون أن الانفعال يغلق الأبواب، بينما الهدوء يفتحها على اتساعها.
إلى جانب الإصغاء، فإنهم يستخدمون لغة راقية خالية من الاستفزاز أو التقليل من شأن الآخر. كلماتهم موزونة، وحججهم مبنية على المنطق لا على الانفعال. هذه السمة تجعلهم محبوبين حتى من خصومهم، لأنهم يمنحون الآخر شعورًا بالاحترام؛ مهما كان الخلاف.
إن الأفراد الذين يتحاورون بهذه الطريقة يتمتعون أيضًا بقدرة عالية على ضبط مشاعرهم. فهم يفرقون بين الفكرة والشخص، فيعارضون الفكرة دون أن يهاجموا صاحبها. وهذا ما يجعلهم أكثر إقناعًا وتأثيرًا؛ إذ يُنظر إليهم على أنهم باحثون عن الحقيقة، لا عن الانتصار الشخصي.
ولا يخفى علينا أن من يملكون هذا النوع من الحوار السوي؛ هم بناة سلام في دوائرهم الصغيرة والكبيرة. إنهم يتركون في النفوس أثرًا طيبًا، ويجعلون من الحوار جسرًا للتقارب لا ساحة للصراع. والحوار السوي ليس مجرد أسلوب للتحدث؛ بل هو انعكاس لشخصية متزنة تعرف قيمة الكلمة وأثرها.
0 تعليق