العمى والبصيرة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العمى والبصيرة, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 12:46 صباحاً

العمى والبصيرة

نشر بوساطة عوضة بن علي الدوسي في الرياض يوم 29 - 05 - 2025

2134720

تُشكل برامج التواصل الاجتماعي حلقة وصل بين كل شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم الثقافية وتبايناتهم الاجتماعية، وبات متداولًا عبر الوسائط الرقمية ضمن منظومة واسعة عبر الشبكة العنكبوتية جملة من البيانات المختلفة، حيث لا يجب أن يغِيب أي إنسان عن المشهد، أو حتى لما يحدث في الساحة في هذا العالم الكبير، ولا مفر لنا من الحضور بالمشهد العام ضمن هذه البرامج، الأهم هو أن نحضر بصورة فاعلة لإيصال رسالة هادفة، وهذا في نظري أفضل من سلبية المتلقي العاجز، أو المتواري بحجج واهية، كون الغياب يعد فقداناً للذات وغياباً للصوت من شرفات الوطن والثقافة والمعرفة، ولتكون أنت من يصنع الفرق في عين الجمع وتخلق الديمومة في الزمن المعاش بكل المراحل الثلاث -الماضي والحاضر والمستقبل- كما هي التطلعات المسؤولة والواجبة عليك، اليوم وربما يتفق معي الكثير من القراء أن برامج التواصل الاجتماعي تتجاوز هذا المفهوم لأنها تصل إلى بيئات جماهيرية مختلفة وتتجاوز حدود الوطن بجغرافية المعروفة، ومن يدخل فيها، وهنا أخص النخب الثقافية تحديداً فهي بالضرورة أن يكون لها صوتاً فاعلاً تجاه الوطن والمعرفة والثقافة، وهذا الحضور بالتأكيد يكون مقترناً بهوية ثقافية وتاريخية وحضارية، وإلا حتماً سيخرِج الشخص ذاته من مسارات وسياق النخب التي أعنيها، وهنا نلمس الفرق حول مفهوم (العمى والبصيرة) وهو الأمر الذي أقصده من هذا العنوان، فهناك فرق بين من يحضر في جنبات الوطن ويجول بين أطرافه ويتقدّم بخطى حثيثة في كل الأروقة الثقافية، وآخر لا يشتغل إلا على رؤيته القاصرة بل يحاول أن يُعَثِّر مسيرة غيره وهو مدرك أو غير مدرك، ويستغل منابر الوسائط الرقمية للتبخيس والحط من قيمة جهود كبيرة وممتدة لغيره، امتدت نحو هذا الوطن في سياقات مختلفة وطنية وثقافية واجتماعية وغيرها، وهذا الانتقاص وفقاً لأسلوبه الأعمى المتخبّط الذي لا يقود إلى معنى ولا يهدف إلى معرفة ولا يصل إلى الالتقاء حول نقطة معنية، وإنما خطاب تعمية يدلل عليه خطل الكلام الذي يورد إلى الكدر ويعزز حالة من الخلاف والقطيعة، وهذا يتنافى مع الوعي والحكمة وكذا الكفاءة العلمية والحضور الثقافي والمستوى المعرفي، وكما يقال في الحكم الجميلة المتعلقة بالحياة (أن توقد شمعة خير لك من لعن الظلام)، وعلينا أن نحضر جميعاً في هذا الفضاء الأثيري بوعي وبما يتفق مع واقعنا، وكذا مع راهن المرحلة لا سيما أن رؤية المملكة محفزة لعطاءات إعلامية واسعة بفضل تعدد مجالاتها وسعة آفاقها، وبما أن برامج التواصل خلقت إطاراً ثقافياً جديداً وكسرت قدسية الصوت الواحد، ويوجد فيها أصوات متعددة ومختلفة علينا أن نكون محل الثقة، ومن الضرورة بمكان أن نكون أكثر حضوراً وتكاملاً في اشتغالات معرفية نحو قيمنا وثقافتنا وعاداتنا ومشروعنا الوطني الواسع، وأمام كل بعد له قيمته التعبيرية أو حتى مشهديته البصرية الخاصة، وما أكثر ذلك وهو ممتد على ثرى كل هذا الوطن الغالي، ومن ثم فإن ذلك الاتصال حتماً سيكون قابلاً للتداول وكذا النقاش والحوار والساحة مهيأة والفرصة اليوم متاحة للجميع، وهذا هو دور المثقف الذي سيحس بلذة الاستشعار الثقافي، وأعتقد أن الجميع يتفق مع مضامين وأهداف عنوان هذا المقال، فالعمى مجافٍ للمعرفة ويجعلنا في تراجع للوراء، وفي حالة انحسار تام ويضعنا في دائرة العتمة والظلام، وهو على العكس من البصيرة التي تضعنا في دائرة الضوء وعلى ناصية الحكمة وفي مدارج المعرفة ومعارج الفكر، وما أعنيه وأهدف إليه أن تكون الجهود الإعلامية منا جميعاً تتوازى مع جهد الجهات الرسمية، وهنا أستشهد بدور وزارة الثقافة التي أحدثت الفارق في زمن قصير قد يطول الشرح فيه، وبالمناسبة ونحن نتحدث عن الدور والفاعلية فقد وصلني هذا اليوم رسالة عبر الوسائط الرقمية كما وصل لغيري، وهي ضمن عشرات الرسالة الهادفة والمحفزة من الجهات رسمية وفي طليعتها في وزارة الثقافة، حيث كان مفاد الرسالة أن وزارة الثقافة تطلق (تحدي الابتكار الثقافي)، وقد أتاحت الوزارة مشكورة لكل فئات المجتمع بل إنها أتاحت الفرصة لكل الخبرات المحلية والأجنبية، وذلك برعاية سمو وزير الثقافة -يحفظه الله-، ودعت إلى التسجيل من خلال رابط إلكتروني للتفاعل مع ذلك الحدث الذي من شأنه تعزيز روح الابتكار في تصميم السياسات الثقافية، من خلال إشتراك كل المهمومين في هذا الجانب بغية ازدهار القطاع الثقافي وتحقيق الهدف المطلوب وفق أساليب مبتكرة ومرنة قادرة على مواكبة التغيرات المتسارعة على المستوى المحلي والعالمي، وهذا أمر ليس بعيد المنال، فحينما نعمل بهمة مع فطنة تذاهنية واعية سنقف على ثقافتنا لنلهم بها هذا العالم، والتي أجزم أنها ستحقق أبعادها الاقتصادية المستدامة مع زيادة في فرص العمل وحضور وافر في الساحة الدولية.. وإلى لقاء.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق