"دايم السيف" وليلة تجلّت في محبة خالد الفيصل

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"دايم السيف" وليلة تجلّت في محبة خالد الفيصل, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 11:48 مساءً

"دايم السيف" وليلة تجلّت في محبة خالد الفيصل

نشر بوساطة محمد المسعودي في الرياض يوم 07 - 04 - 2025

alriyadh
مدرسة خالد الفيصل الشعرية.. سحرٌ في البساطة بما يُثير الإعجاب بتفرّده، فأسلوبه لا يشبه إلا نفسه، كشاعرٍ يمارس الفصاحة بلغة القلوب، ويكتب بالعاميّة دون أن يفقد هيبة اللغة، وكأنما خلق معجمًا خاصًا به، تستطيع أن تميّزه من أول بيت، ومن أول حرف..
في ليلة لا تُشبه إلا وهج السيوف حين تلمع تحت ضوء القمر، حيث حضرت القصيدة على هيئة احتفال والأمير الشاعر خالد الفيصل على هيئة وطن، حيث لم تكن "ليلة دايم السيف" مجرد حفلٍ غنائي أقيم تكريمًا لمسيرة، بل كانت محفلًا تماهى فيه الشعر بالموسيقى، واختلط فيها الفخر بنبض الفن السعودي النبيل.
تنوّعت الأصوات على المسرح بقيادة فنان العرب محمد عبده، وتمازجت الألحان، لكن الروح واحدة، هي روح خالد الفيصل التي تقف دائمًا بين السّطر والسّطر، وتُطلّ من بين النغمة والنغمة، لتخبرنا أن الكلمة حين تكون صادقة فإنها تعيش طويلاً وتُكرّم بصوت الجمهور قبل أن تنطق بها حنجرة فنان، أوتُكرّم على خشبة مسرح!
في تلك الليلة تحكي تفاصيل، شعورٌ طربيّ مهيب حيث لا تشاهد احتفالية احتفائية عابرة، بل تقرأ فصلاً حيًّا من تدوين تاريخ الأغنية السعودية، التي كان خالد الفيصل أحد من خطّ سطورها الأولى بمدادٍ من الحب والحكمة والهوية وعشق الأوطان.
أما خالد الفيصل الإنسان الشاعر، ففي كل أمةٍ صوت يعبّر عنها، لا بالكلمات وحدها، بل بما تحمله تلك الكلمات من روحٍ وهويّة، ومن ذاكرةٍ تتجدّد مع الزمن، وفي السعودية نؤمن أن الأمير الشاعر "دايم السيف" لم يكن مجرد شاعر، بل كان -وما يزال- مرآةً صافيّة لوطنٍ يتغيّر بثباتٍ وسؤودد، ويكبر بثقافته كما يكبر بتطوره.
وفي أغنيات خالد الفيصل ما يثبت شموخه وتفرد شاعريته حيث لم تكن طارئة على الساحة، أو مجرّد تعاونات مع عمالقة الفن مثل طلال مداح أو محمد عبده وعشرات الفنانين السعوديين والعرب، بل صنعت نضجًا حقيقيّا للأغنية السعودية؛ حيث حملت كلماته نبرةً نجديّةً أصيلة، مشبعًة بعمقٍ فلسفيّ خفيّ عميق، يلتقي فيه التراث مع الحلم، ويعانق فيه الحنين رُقيّ المعاني وأخيلتها حتى بلاغتها!
أنا مثل غيري من أولئك الذين يرون أن للأغنية وظيفة أعمق من الترفيه، ولهذا نجد في قصائده -حين تُغنّى- بُعدًا وطنيًا وفكريًا لا يُمكن إنكاره. إنه الشاعر الذي جعل من "فوق هام السحب" حكاية شعب ووطن، ومن "بادي الوقت" درسًا في الحكمة، ومن "يا مدوّر الهين" كبرياء العاشق في أبهى تجلياته.. والبقية تجسّد بلاغته العاطفية وتتجلّى في اختيار مفرداته وصوره الشعرية التي تمزج بين الرقّة والهيبة، وبين الوله والكرامة والشموخ.
مدرسة خالد الفيصل الشعرية.. سحرٌ في البساطة بما يُثير الإعجاب بتفرّده، فأسلوبه لا يشبه إلا نفسه، كشاعرٍ يمارس الفصاحة بلغة القلوب، ويكتب بالعاميّة دون أن يفقد هيبة اللغة، وكأنما خلق معجمًا خاصًا به، تستطيع أن تميّزه من أول بيت، ومن أول حرف!
أما مدرسة "دايم السيف" فهي قائمة بذاتها؛ مدرسةٌ تؤمن بأن الكلمة مسؤولية، وأن الشعر رسالة، وأن الفن ليس رفاهية بل ركيزة من ركائز الوعي الثقافي الجمعي، فحين نتأمل الإرث الغنائي الذي خلّفه الأمير خالد الفيصل، لا يمكننا أن نتجاهل الأثر الثقافي العميق الذي تركه في وجداننا؛ حيث لم يكن شاعرًا عابرًا، بل صانع وعي، ومهندس ذائقة، أسهم في أن تحتل الأغنية السعودية موقعًا متقدّمًا على الخارطة العربية، ليس فقط بجمال صوت الفنانين وأدائهم، بل بجودة الكلمة وصدق المعنى.
وعودًا على الأمسية الحالمة، نجد أجمل ما كان في "ليلة دايم السيف" أنها لم تكن ليلة "نوستالجيا" تستعرض الماضي فقط، بل كانت امتدادًا لمشروع ثقافيّ وفنيّ آمن به وبالكلمة التي عاش لها مثل وطن عظيم، وربما هنا تكمن العظمة، أن تُكرَّم، لا لأنك رحلت، بل لأنك مازلت حيًّا تُثمر، ومازالت أغصانك ظلًّا وملاذًا لكل عاشقٍ للكلمة وأكثر..
ختاًمًا، في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتتشابه الكلمات، يبقى صوت خالد الفيصل مميزًا بكلمته، لأنه شاعرٌ لا يُقلّد، وقصيدة لا تُستنسخ، حيث كتب للوطن، وغنّى للإنسان، وصاغ من حروفه خريطةً تُشير إلى حيث تكون السعودية؛ وطنًا، ثقافةً، فنًا، ومجدًا، فكان أحد أولئك القلائل الذين تتجلّى فيهم الفكرة وهي تمشي مختالة بثياب الشعر، ويتجسّد فيهم الوطن وهو ينطق بكل حرفٍ نغمة، وبكل قصيدة أوركسترا سعودية بنوتة خضراء!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق