نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاستعداد النفسي والسياسي لنشر الإسلام, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 10:24 مساءً
نشر بوساطة غيداء السنيدي في الرياض يوم 25 - 03 - 2025
بعد أن اطمأن -صلى الله عليه وسلم- على نجاح خطته لتكوين مجتمع إسلامي عاصمته المدينة، بدأ بالانتقال إلى المرحلة التالية، وهي بناء مجتمع إسلامي يمتد نفوذه بعيدًا، ومن ذلك ما نقله المسلمون قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يظهر المسلمون على جزيرة العرب وعلى فارس والروم وعلى الأعور الدجال) وقوله: (إن الأرض ستفتح عليكم، وتكفون المؤونة فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهمه).
وكان يحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس على الإكثار من النسل، حيث احتاجت الدولة الإسلامية -حينها خصوصا- إلى زيادة عدد سكانها لمواجهة التحديات التي تحيط بها من أعداء مجاورين، فتعد هذه المرحلة مرحلة تهيؤ واستعداد نفسي سياسي استهدف رفع معنويات المسلمين وبث الثقة بنفوسهم، وإحياء الرسالة الإسلامية عبر أجيال.
بدأت الجهود بإرسال السرايا، وهم العسكر، حول المدينة لتأمين سلامة حدودها وتأكيد سيادة المسلمين فيها، وذلك بموادعة القبائل المحيطة بالمدينة، على ألا يغزوهم ولا يغزو المسلمون ولا يعينوا عليهم أحدا، فكان الخطر الأعظم على الإسلام يأتي من قريش، وكانت السرايا توجه ضدهم حملات حربية مركزة استهدفت قطع طرق تجارتهم مع الشام والعراق، حتى أنهكت هذه الحرب أموال قريش؛ مما أجبرهم على توقيع صلح الحديبية مع المسلمين، للاعتراف بسلطانهم في المدينة، انتهت هذه المجابهة بين المسلمين والقبائل المحيطة بعد فتح مكة وإسلام جميع قريش.
وعلى المستوى الخارجي للمدينة وحدود الجزيرة العربية، بدأت مرحلة الاتصال بدول العالم سياسيًا بإرسال رسائل الدعوة إلى الملوك، كتب فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- كتبًا وختمها بخاتم من فضة، خرج ستة أنفار منهم في يوم واحد في المحرم سنة السبع، ويعد ذلك الاتصال بالعالم تحولًا في مجريات السياسة العالمية لظهور سلطة منظمة في الجزيرة العربية لها من القوة والسلطان ما يجعلها تكاتب الملوك والعظماء من منبر الدعوة والإرشاد، حتى أن بعض العرب آنذاك كانوا ينظرون إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أنه ملك يثرب وحامي العرب في الجزيرة.
كِتاب: مجتمع المدينة
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
للمؤلف: د. عبدالله
بن عبدالعزيز بن إدريس
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق