نشر بوساطة سارة الفرزان في الرياض يوم 25 - 03 - 2025

ثلاث عشرة عامًا من عمر النبي -صلى الله عليه وسم- قضاها بين ظهراني قريش في مكة يدعوهم إلى الله، وما أحدٌ من كبرائها ورؤوس الشرك فيها إلاّ وهو يكيد لمحمد ودعوته، ويريد له السوء، ويناله بالإيذاء، وبانتقال الدعوة إلى المدينة المنورة انتهى عهد الخوف والاضطراب، وبدأ عهد الأمن والاستقرار.
كانت المدينة عند مقدم الرسول الأمين خليطًا من العناصر المتضاربة، والعقائد المختلفة كالنصارى واليهود، ومن ثم فقد شغل الرسول -أول مستقرة في المدينة- بوضع الدعائم التي لابدّ منها لقيام المجتمع الإسلامي المنشود، وقد وادع الرسول من بالمدينة من اليهود وكتب بذلك كتابًا عاهدهم فيه، ومع ذلك فقد كذبوا اليهود العهد النبوي الكريم، وفي حين تبرز شخصية "عبدالله بن سلام" المتميزة التي تأبى مجاراة الجاهلين على جهلهم، وقال إنه لما سمع عن قدوم النبي وعرف صفاته واسمه وهيئته وزمانه، عَلم أنه النبي الذي كانوا ينتظرونه والمذكور في "التوراة"، وعندما أقبل الرسول كبّر عبدالله وهو على رأس نخلة يعمل فيها، وخرج إلى النبي وأسلم، ثم رجع لأهل بيته وأمرهم بالإسلام.
إذا كان "بلال" سابق الحبشة، و"سلمان" سابق فارس، و"صهيب" سابق الروم، فإن عبدالله بن سلام كان سابق اليهود إلى الإسلام.
(المصدر: الأوائل في الحضارة الإسلامية | المؤلف سيف الدين الكاتب)

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.