نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحولات دُور العبادة عبر التاريخ.. المساجد التي أصبحت كنائس والعكس, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 08:43 مساءً
نشر بوساطة ليان العصيمي في الرياض يوم 25 - 03 - 2025
على مر العصور، شهدت العديد من دور العبادة تحولات في استخدامها، حيث تم تحويل بعض المساجد إلى كنائس وبعض الكنائس إلى مساجد، مما يعكس التغيرات السياسية والدينية التي مرت بها المجتمعات المختلفة. لم تكن هذه التحولات مجرد تغييرات معمارية، بل كانت انعكاسًا لصراعات تاريخية، إذ كان الاستيلاء على دور العبادة رمزًا للقوة والانتصار، وأحيانًا وسيلة لترسيخ هوية الحاكم الجديد.
من الكنائس إلى المساجد
من أبرز الأمثلة على ذلك الجامع الأموي في دمشق، الذي كان في الأصل معبدًا وثنيًا ثم تحول إلى كنيسة في العهد البيزنطي قبل أن يصبح مسجدًا في العهد الأموي بعد الفتح الإسلامي لدمشق عام 705م، بأمر من الخليفة الوليد بن عبدالملك. مثال آخر هو آيا صوفيا في إسطنبول، التي بُنيت عام 537م ككاتدرائية أرثوذكسية، ثم تحولت إلى مسجد بعد الفتح العثماني للقسطنطينية عام 1453م، وظلت كذلك حتى عام 1934م حين تحولت إلى متحف، قبل أن يُعاد تحويلها إلى مسجد مرة أخرى في عام 2020. في إسبانيا، تحوّل جامع قرطبة، الذي كان في الأصل كنيسة قوطية، إلى مسجد بعد دخول المسلمين للأندلس في القرن الثامن الميلادي، لكنه عاد كاتدرائية بعد سقوط الحكم الإسلامي هناك عام 1236م.
من المساجد إلى الكنائس
وعلى الجانب الآخر، شهدت بعض المساجد مصيرًا مختلفًا، خصوصًا بعد سقوط الحكم الإسلامي في مناطق مثل الأندلس. في مدينة طليطلة الإسبانية، كان مسجد باب المردوم أحد المساجد البارزة في العهد الإسلامي، لكنه تحوّل إلى كنيسة بعد سقوط المدينة بيد المسيحيين عام 1085م. وفي مصر، كان مسجد العطارين في الإسكندرية كنيسة في البداية، ثم تحول إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي، لكنه عاد كنيسة لفترة قصيرة خلال الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801م)، قبل أن يُعاد استخدامه كمسجد مرة أخرى بعد خروج الفرنسيين.
معبد الأقصر: تداخل الديانات في مكان واحد
من بين الأمثلة الأكثر تفردًا على التداخل الديني والمعماري في التاريخ المصري، يأتي معبد الأقصر، الذي يجمع بين الديانات الفرعونية والمسيحية والإسلامية. بُني المعبد في الأصل في القرن الرابع عشر قبل الميلاد كموقع لعبادة الإله آمون. ومع انتشار المسيحية، تم بناء كنيسة داخل المعبد خلال العهد الروماني. وبمرور الزمن، غطى الطمي الناتج عن فيضانات النيل أجزاءً من المعبد والكنيسة، حتى جاء العصر الإسلامي، حيث تم بناء مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصري في القرن الثالث عشر الميلادي فوق الموقع، ليصبح المكان شاهدًا فريدًا على تعاقب الديانات في مصر.
الرمزية التاريخية لهذه التحولات
تعكس هذه التحولات في دور العبادة الصراعات السياسية والدينية التي شهدتها المجتمعات على مر العصور. فغالبًا ما كان تحويل المعابد والكنائس والمساجد إلى أماكن عبادة مختلفة يعكس انتقال السلطة والرغبة في ترسيخ الهيمنة الثقافية والدينية للحكام الجدد. ورغم هذه التغييرات، تبقى هذه المباني جزءًا من التراث الإنساني الذي يعكس تفاعل الحضارات المختلفة عبر التاريخ.
المصادر:
-(roayahnews.com)-(arabic.rt.com)-(youm7.com) -(islamicart.museumwnf.org) -(ar.wikipedia.org)
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق