نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكرى التاسعة ل"ملحمة بن قردان" .. يوم اصطدم الإرهاب بوحدة الجيش والأمن والشعب, اليوم الجمعة 7 مارس 2025 01:47 مساءً
نشر في باب نات يوم 07 - 03 - 2025
(وات/تحرير ليلى بن ابراهيم) - تحيي تونس اليوم الجمعة الذكرى التاسعة ل"ملحمة" بن قردان، التي تعود أحداثها الرئيسية إلى تاريخ 7 مارس 2016 عندما دحرت قوات الأمن والجيش الوطنيين بإسناد شعبي مجموعة إرهابية حاولت السيطرة على المدينة الواقعة جنوب شرقي البلاد وإقامة "إمارة داعشية".
وأسفرت المعركة مع المجموعة الإرهابية آنذاك عن استشهاد 18 أمنيا وعسكريا وسبعة مدنيين، مقابل القضاء على أكثر من خمسين إرهابيا والقبض على العشرات الآخرين.
بداية الأحداث وتطورها
تعود بداية مجريات أحداث عملية بن قردان إلى يوم 2 مارس 2016 في منطقة العويجاء (بن قردان)، التي عرفت آنذاك وجود عدد كبير من المتشدّدين، حيث وقع التدخّل في المنطقة والقضاء على 5 إرهابيين.
وفي يوم 7 مارس وقع الهجوم على الثكنة العسكرية بالمدينة وضرب محطّة الإشارة وغرفة العقيد آمر الفوج، إضافة إلى منطقتي الشرطة والحرس وكذلك المعتمدية، لكنّ المجموعة الإرهابية تكبّدت خسائر فادحة مما جعل عناصرها يفرّون في كل الاتجاهات، وفق ما أكّدته وزارة الدفاع الوطني آنذاك.
وبملاحقتهم، تم اكتشاف مخازن ذخيرة محيطة بالمدينة هدفها عزلها عن مناطق جرجيس ومدنين وتطاوين وقطع الإمدادات عنها وتأسيس "إمارة" تابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
ملاحقات أمنية حتى القضاء على العناصر الإرهابية
وتواصلت الملاحقات الأمنية إلى حدود يوم 20 مارس 2016 بالقضاء على أحد أخطر العناصر الإرهابية في منطقة "الصيّاح" وهو محمد الكردي.
وقبلها بيوم (19 مارس) تم القضاء على عنصرين إرهابيين في منطقة العامرية، لتستمرّ العمليات إلى ما بعد شهر مارس، وتحديدا في ماي 2016 بالقضاء على 4 عناصر إرهابية كانوا شاركوا في الهجوم على المدينة.
تحوّل استراتيجي في الحرب على الإرهاب
مثلت "ملحمة بن قردان"، التي تعاضدت فيها جهود المؤسستين العسكرية والأمنية وأهالي المنطقة، نقطة فارقة في تاريخ الحرب على الإرهاب في البلاد وفي منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور في تاريخ تونس المعاصر والكاتب، محمد ذويب، في تصريح ل(وات)، "لقد كانت منطقة بن قردان الحدودية التابعة لولاية مدنين الواقعة على الحدود مع ليبيا منذ تسع سنوات مسرحا لمواجهة عظيمة بين كتيبة البتار الإرهابية والقوات الحاملة للسلاح مسنودة بأهالي المنطقة، انتهت بانتصار تونس على داعش، لتكون هذه الموقعة آخر أسفين وقع دقه في نعش الإرهاب".
تصريحات رئيس الجمهورية
أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد، خلال زيارته إلى مدينة بن قردان يوم 17 ديسمبر الماضي بمناسبة الاحتفال بعيد الثورة، أن المنطقة "شهدت التحاما تاريخيا بين الشعب التونسي والقوات المسلحة الأمنية والعسكرية ضدّ من حاول التربّص بتونس والقيام بما أوصاه به الاستعمار".
وأضاف أنّ "الشعب التونسي لقّنهم درسا لن ينسوه أبدا عندما وقف الجميع على قلب رجل واحد للقضاء على مجموعات إرهابية توهّم من دبّروا وخطّطوا أنّهم قادرون على المسّ بوحدة الشعب، لكن تكسّرت ترتيباتهم الإجرامية لأنّ تونس بشعبها وقواتها المسلّحة أشدّ وأقوى".
---
الملف القضائي
قدمت السلطات عناصر المجموعة الإرهابية التي تم القبض عليها إلى القضاء، وبلغت القضية إلى حد الآن طور الاستئناف، إذ أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في القضايا الإرهابية بمحكمة الاستئناف بتونس بتاريخ 30 ديسمبر 2024 أحكاما في حق 43 متهما موقوفا و23 بحالة سراح، تراوحت بين المؤبّد والإعدام.
ويواجه المتهمون تهما تتعلّق ب"التآمر على أمن الدولة والانضمام إلى تنظيم إرهابي والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة أو بالموارد الحيوية أو بالبنية الأساسية أو بوسائل النقل أو وسائل الاتصالات أو بالمنظومات المعلوماتية أو بالمرافق العمومية، إضافة إلى تهم القتل العمد ومحاولة القتل العمد".
وجرت محاكمة المتهمين في هذه القضية خلال الطور الاستئنافي وفق إجراءات المحاكمة عن بعد، المنصوص عليها في الفصل 73 من القانون المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال والفصل 141 مكرر من مجلة الإجراءات الجزائية، وذلك "لوجود خطر حقيقي ملمّ"، وفق نصّ القرار.
---
"معركة" بن قردان .. الحرب على الإرهاب
مثلت معركة بن قردان أبرز المعارك في الحرب التي خاضتها تونس على الإرهاب بعد الثورة (2011) وتمكنت فيها من "القضاء على عدد كبير من الإرهابيين وتفكيك خلايا إرهابية وإفشال العديد من المخططات التخريبية".
وتعددت في تلك الفترة الأحداث الإرهابية في ظل سيطرة العناصر التكفيرية على المنابر الدينية مع ظهور تيارات دينية متشددة وتشكل التنظيم الإرهابي المحظور "أنصار الشريعة".
وكانت وتيرة المعارك متقطعة، استعملت فيها المجموعات الإرهابية تفجيرات بالألغام وكمائن في جبل الشعانبي والمرتفعات الغربية، إضافة إلى مواجهات بعدد من المناطق الأخرى، على غرار أحداث قبلاط وسيدي علي بن عون (2013) والهجومين على متحف باردو ونزل "إمبريال" سوسة وتفجير حافلة الأمن الرئاسي بالعاصمة (2015).
وحقّقت تونس نجاحات هامة في الحرب على الإرهاب، من ذلك تفكيك ودحر التنظيمات الموالية لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" والقضاء على عدد هام من العناصر الإرهابية، ولاسيما المتحصنة منها بالمرتفعات الغربية للبلاد، فضلا عن كشف عديد الخلايا النائمة الخطيرة.
الاستراتيجية التونسية في مقاومة التطرف
وضعت تونس استراتيجية للفترة 2023-2027 بتنسيق من اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، هدفها "نشر ثقافة دينية تنويرية تقوم على الوسطية والاعتدال، وتنويع المقاربة التربوية الداعمة لثقافة الحوار والمواطنة".
وتوفّر هذه الاستراتيجة "إطارا مرجعيا لتعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتحصين المجتمع التونسي من التطرّف العنيف".
---
اعتزاز وفخر .. والمهمة لم تكتمل بعد
قال الدكتور محمد ذويب، إنّ ذكرى "أحداث" بن قردان التي يحييها التونسيون تعتبر من أهم الأحداث التي عرفتها البلاد خلال الفترة الممتدة بين 14 جانفي 2011 و25 جويلية 2022.
وأشار إلى أنّ أهالي المنطقة يفتخرون بما أنجزوه، ولكنهم يتطلعون أيضا إلى تحسين أوضاعهم المعيشية وتحقيق الازدهار والاستقرار.
وفي هذا الجانب، كان رئيس الجمهورية قد تعهّد، في ديسمبر الماضي، بتسريع إنجاز المشاريع المعطلة في مختلف المجالات.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق