مع الشروق : المطلوب لإنجاح الخطة المصرية... وإجهاض خطة ترامب

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : المطلوب لإنجاح الخطة المصرية... وإجهاض خطة ترامب, اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025 09:50 مساءً

مع الشروق : المطلوب لإنجاح الخطة المصرية... وإجهاض خطة ترامب

نشر في الشروق يوم 04 - 03 - 2025

2346079
على غير عادتها مع القمم العربية التي دأبت على الخروج ببيانات لا تسمن ولا تغني من جوع، تطلعت الجماهير العربية هذه المرة إلى القاهرة حيث عقدت القمة العربية الطارئة.. تطلّع يبرره حجم الرهانات والتحديات المطروحة هذه الأيام في علاقة بالقضية الفلسطينية عموما وبمستقبل قطاع غزة خصوصا.
فقد كان التحدّي الأكبر هو بلورة موقف عربي موحّد وقوي وينجح في قطع الطريق على خطة ترامب للقطاع، بل وفي إجهاضها ووقف عملية السطو التي يخطط الرئيس الأمريكي لتنفيذها من خلال اجلاء كافة سكان القطاع والقذف بهم خارج أرضهم في رحلة تيه وشتات جديدة ومن خلال إقامة مشروع استثماري ضخم (ريفييرا) يتقاطر إليها أثرياء العالم من كل حدب وصوب..
ويبدو أن الأنظمة العربية قد استشعرت حجم المخاطر التي باتت تهددها فيما لو نجح المشروع الأمريكي الصهيوني لقطاع غزة فتداعت إلى الالتفاف حول «الخطة المصرية» التي تقطع الطريق على خطة ترامب.. وتطرح مسألة تجميع سكان القطاع في أماكن محدّدة لتنطلق عملية إعادة إعمار كاملة. وذلك وفق خطة مدروسة وواضحة المعالم والمراحل وهي تعد من قبيل أقصى الممكن في هذه المرحلة الدولية والاقليمية الصعبة.. والتي تتسم بانفلات الغولين الأمريكي والصهيوني اللذين باتا يهددان كامل المنطقة وكامل الأنظمة العربية بلا تمييز.
فلئن يطرح ترامب أخذ نصيبه من الكعكة من خلال السطو على قطاع غزة وإقامة مشروعه الاستثماري عليه، فإن نتنياهو يطرح من جهته تغيير وجه خريطة الشرق الأوسط. تغيير يبدأ باقتلاع سكان الضفة الغربية المحتلة والإلقاء بهم شرقي نهر الأردن أو في الجنوب السوري ويمتد من المملكة العربية السعودية وحتى نهر الفرات في العراق مرورا بأجزاء من لبنان وسوريا ومصر والمملكة العربية السعودية.. والأمر لم يبق مسألة تنظير أو تخريف توراتي بل ان الخرائط جاهزة والخطط جاهزة لمباشرة تنفيذها وقد استظهر مؤخرا وزير صهيوني متطرف في حكومة نتنياهو بعينة من هذه الخرائط التي أكد أن الكيان جادّ في رسمها على أرض الواقع بقوة الترسانة الحربية الصهيونية وبقوة الدعم الأمريكي الشامل الذي لا يبخل على الكيان بأي شيء ويفتح له خزائن ماله ومخازن سلاحه ويجند له الديبلوماسية الأمريكية للضغط وحماية الكيان من أية عقبات أو ملاحقات.
الآن وبعد اعتماد الخطة المصرية فإن العرب يعلنون تمسكهم بالحد الأدنى. وهو كفيل بإجهاض خطة الرئيس الأمريكي وحماية القطاع من كل المخططات الصهيونية والأمريكية الهادفة إلى تهجير سكانه أو العبث بهم في أدنى الحالات.. لكن اعتماد الخطة واعلان موقف مناقض لموقف الرئيس الأمريكي لا يكفي وحده لإعلان «النصر» واعلان وفاة مشرع الرئيس الأمريكي. الخطة المصرية تحتاج الآن رافعة عربية صلبة تدعمها وتدافع عنها وتروّج لها في المحافل الدولية ولدى مراكز التأثير والقرار الدولية. الخطة المصرية تحتاج التفافا عربيا كاملا وغير مشروط لتعبيد الطريق أمام انجازها وتحقيقها على أرض الواقع بما سيمكّن من قطع الطريق نهائيا أمام «الأحلام الترمبية» من جهة وكذلك من تثبيت سكان قطاع غزة في أرضهم بما سوف يجهض كل الأحلام الصهيونية في اقتلاع سكان القطاع ومن ثم استنساخ نفس السيناريو في الضفة من خلال اقتلاع سكانها والإلقاء بهم خارج الأراضي الفلسطينية.
فهل يرتقي العرب هذه المرة إلى مستوى التحديات الجدية التي تحيط بهم؟ وهل ينجحون في حشد الموارد المادية والدعم الدولي اللازمين لانجاز هذه الخطة على أرض الواقع؟ وقبل هذا وبعده هل يصمدون أمام الضغوط الأمريكية الرهيبة التي رأينا عينات منها في لقاءات ترامب زيلنسكي بالبيت الأبيض مؤخرا؟ وهل يدركون قبل فوات الأوان أن ارادة أمريكا ومصالح أمريكا ليست قدرا وجب الانصياع له والتسليم به على حساب المصالح والقضايا العربية؟
أسئلة سوف تجيب عنها الأيام المقبلة.
عبد الحميد الرياحي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق