صحيفة الخليج: الأوضاع في غزة بين الذهاب إلى هدنة أو الإتجاه للمزيد من التصعيد

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحيفة الخليج: الأوضاع في غزة بين الذهاب إلى هدنة أو الإتجاه للمزيد من التصعيد, اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 09:53 صباحاً

أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن الأوضاع في قطاع ​غزة​ تواجه مفترقاً ضبابياً يقود إلى خيارين لا ثالث لهما، إما الذهاب إلى ​هدنة جديدة​ تمهد لإنهاء هذه الحرب العدوانية، وإما الاتجاه إلى مزيد من التصعيد، وتنفيذ الخطة الإسرائيلية بإعادة احتلال كامل القطاع، وما سيترتب على ذلك من نتائج كارثية ليس على الفلسطينيين فحسب، وإنما على إسرائيل ذاتها التي استنفدت كل خياراتها العسكرية، ولم تحقق النصر الذي تتوهمه.

وأوضحت أنه "في خضم طبول الاجتياح التي يقرعها جيش الاحتلال، عاد الحديث فجأة عن احتمال إبرام صفقة، تسمح بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن على دفعتين، وذلك إثر موافقة حركة ​حماس​ على مقترح الوسطاء، لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين ​نتنياهو​ أعلن رفضه المضي في هذا الاتفاق، الذي سبق أن وافق على مقترح مشابه قبل فترة. وبدل أن يستجيب لأصوات معظم الإسرائيليين، وكل العالم تقريباً باستثناء الإدارة الأميركية، يصر مرة أخرى على الهروب إلى الأمام، متخيلاً أن استخدام مزيد من البطش وذبح الأبرياء وتجويع النساء والأطفال والقصف العبثي لأنقاض غزة، سيعيد له الرهائن أو سيصل إلى حيث يؤسرون".

واعتبرت أن "هذا التوجه أصبح سياسة رسمية لدى هذه الحكومة الرعناء التي يبدو أنها لم تعد تستطيع التنفس خارج أجواء الحرب، والقتل والغرق في أوهام التوسع والسيطرة الخرافية، متوهمة أن الإيغال في الدم والعدوان، سيسمحان لها ببث الرعب في محيطها، وفي أوساط الفلسطينيين الذين نسجوا في غزة أسطورة صمود وصبر على الألم وتشبث بالأرض لا تصدق".

ولفتت إلى أن "الفرصة متاحة أمام هدنة جديدة في غزة، وهي ممكنة إذا نزل نتانياهو من فوق الشجرة العالية التي تسلقها ولم يجد سلماً للنزول. وبدل مواجهة مصيره في محاكمات طويلة أمام الإسرائيليين الرافضين للحرب، وأمام التاريخ والضمير الإنساني والمجتمع الدولي الذي بات يتأفف منه في كل مكان، مازال يعتمد المناورات والمساومات، عسى أن يحقق شيئاً لحكومته التي انهارت أخلاقياً قبل سقوطها المحتوم سياسياً".

وأضافت: "لو كان في إسرائيل عقلاء لتوقفت هذه الحرب الإجرامية خلال ساعات، ولعاد من تبقى من رهائن إلى أسرهم، ولتدفقت المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني، ولربما أمكن عندها البحث عن صيغة جديدة للتعايش، وصولاً إلى ​السلام الدائم​ والثابت الذي يطمح إليه الجميع".

ورأت أن "إصرار إسرائيل على الحرب بذريعة أن ذلك سيجعلها أقوى وأكثر أمناً، ليس سوى وهم آخر يضاف إلى سلسلة الأوهام المتطرفة التي تحرك أجندة فئة عنصرية ذهبت بعيداً في الغي والتسلط من دون أن يتحقق لها ما تريد. وها هي الحرب على غزة تقترب من إنهاء عامها الثاني، ومازال البعض في إسرائيل ينتظر النصر، الذي لم تعرف معاييره، وبينما يتحدث البعض عن أن تل أبيب حققت انتصارات في المطلق، إلا أن الواقع لا يعكس ذلك ولا يقره، فهذه الحرب هي أطول الحروب التي خاضتها وتكبدت فيها خسائر مادية وبشرية أكثر مما فقدته في كل حروبها السابقة، أما الهزيمة الاستراتيجية التي لحقت بها فكانت على الصعيد الدولي، بعدما انقلب عليها العالم تأففاً من العار الذي ألحقته بالإنسانية. وهذه النتيجة هي المعيار الحقيقي للنصر وليس قتل الأبرياء والاستقواء على الجياع والمرضى، كما يحدث الآن في غزة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق