المذابح مستمرة حول مركز المساعدات.. والاحتلال يواصل نسف المنازل

المدينة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس، إنَّ الوضع في قطاع غزَّة يزداد سوءًا، يومًا بعد يوم، وإنَّ من المهم ضمان تلقي القطاع الفلسطيني مزيدًا من المساعدات الإنسانيَّة على نحو عاجل.وأضاف ستارمر، للصحافيين في أسكوتلندا، عندما سُئل عمَّا إذا كانت بريطانيا ستتخذ أي إجراء بشأن هذه المسألة: الوضع لا يُحتمل في غزَّة، ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

ونقلت وكالة «رويترز» عن ستارمر قوله: لهذا السبب نعمل مع الحلفاء.

لنكن واضحين تمامًا بشأن ضرورة دخول المساعدات الإنسانيَّة بسرعة وبكميَّات لا تدخل في الوقت الحالي؛ ممَّا يسبِّب دمارًا مطلقًا.

وتقول الأمم المتحدة إنَّ كلَّ سكَّان القطاع المحاصَر معرَّضون للمجاعة، لافتة إلى أنَّ المساعدات التي سُمح بدخولها، منذ أيام، بعد حصار مطبق استمرَّ أكثر من شهرين، ليست سوى قطرة في محيط.

وكانت كل من مصر و قطر قد أعلنتا، أنَّهما تواصلان جهودهما المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزَّة، في ظل تعثُّر المفاوضات الأخيرة بشأن اقتراح أمريكي بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى.

وفي بيان مشترك صادر عن الدوحة، أكدت الدولتان أنَّهما «ستكثفان جهودهما لتذليل العقبات التي تواجه المفاوضات»، بما يساعد على تقريب وجهات النظر بين الطرفين وحل «النقاط الخلافيَّة».

ويهدف الاتفاق إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار بناءً على اقتراح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وهو ما سيمهد الطريق لاستئناف المفاوضات غير المباشرة التي تتمحور حول الخطة المدعومة من الولايات المتحدة.

وتدعو قطر ومصر إلى هدنة مؤقَّتة لمدة 60 يومًا كخطوة أولى نحو اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، يسمح بدخول المساعدات الإنسانيَّة إلى غزة لتخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

وأضاف البيان المشترك: «في نهاية المطاف، يهدف هذا الجهد إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وبدء إعادة إعمار قطاع غزَّة».

ميدانيًّا، وجه رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، إيال زامير، بتوسيع الهجوم البري إلى مناطق جديدة من قطاع غزَّة، عقب زيارته، يوم أمس الأول، لجنوبي غزَّة، حيث كثف الجيش الإسرائيلي قصفه على مناطق متفرِّقة في القطاع الفلسطيني المدمَّر.

ونال القصف عدة أهداف مدنيَّة في مناطق مختلفة من غزَّة، كان آخرها استهداف مسجد الأنصار في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدَّى إلى تدميره بشكل كامل، وفق ما أفاد مراسل قناة «العربية»، أمس.

وأردف: إنَّ الجيش الإسرائيلي نفَّذ عمليات نسف وتدمير لمنازل سكنيَّة ومبانٍ وأبراج تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان، ومناطق أخرى شمالي القطاع، إلى جانب أحياء الشجاعيَّة، والشعف شرق مدينة غزَّة.

فيما أفاد مسعفون بأنَّ غارة إسرائيليَّة استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب محافظة خان يونس، ما أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيِّين.

وأكدت مصادر طبيَّة في غزَّة أنَّ نحو 52 فلسطينيًّا قتلوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، تزامنًا مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في شرق خان يونس جنوب القطاع، وكذلك في حي العطاطرة وبلدة بيت لاهيا شمالًا.

وكشفت مصادر فلسطينيَّة محليَّة، أنَّ عدد المنازل التي استهدفها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ نحو 55 منزلًا سكنيًّا، تم تدميرها بشكل كامل، بعضها بعد توجيه إنذار، والبعض الآخر دون سابق إنذار؛ ممَّا أدَّى إلى ارتفاع أعداد الضحايا والمفقودين جراء الغارات المكثفة.

كما أعلنت وزارة الصحَّة الفلسطينيَّة أنَّ القوات الإسرائيليَّة نسفت مركز «نورة الكعبي» لغسيل الكلى شمال غزَّة، محذِّرة من كارثة إنسانيَّة وشيكة في ظل تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشيَّة في القطاع.

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي أكد أمس، أنَّ الجيش «وسط عمليَّة قويَّة لا هوادة فيها».

وأشار إلى أنَّ الهجوم سيستمر حتى «عودة جميع الرهائن والقضاء على قدرات حركة حماس على الحكم وجناحها العسكريِّ».

وجاء ذلك، بعدما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق، أنَّه أمر الجيش بمواصلة التقدُّم في غزَّة، وتحقيق كل الأهداف المعلنة للحرب «بغض النظر عن أيِّ مفاوضات».

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنَّه أصدر تعليمات للجيش باتِّخاذ «إجراء قوي» ضد حماس «ردًّا على رفض إطلاق سراح الرهائن ورفض جميع مقترحات وقف إطلاق النار».

وبالمقابل، حمَّلت حركة «حماس» نتنياهو وحكومته المسؤولية كاملة عن «الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، وتعريض الأسرى في غزَّة إلى مصير مجهول».

ومن جانبه، أعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسيَّة دميتري بيسكوف، عن قلق موسكو من تصعيد الوضع في قطاع غزَّة، وسقوط ضحايا مدنيين، مؤكدًا أنَّ موسكو تراقب الوضع عن كثب، وتتطلع إلى العودة لمسار السلام.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينيَّة، أمس، بمقتل 3 مواطنين فلسطينيِّين وإصابة آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزَّة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينيَّة (وفا)، عن مصادر محليَّة، أنَّ القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص بشكل مباشر باتجاه المواطنين قرب مركز مساعدات الشركة الأمريكيَّة غرب رفح، ما أدَّى إلى مقتل 3 مواطنين وإصابة 35 آخرين.

ومن جانبها، اتَّهمت حركة حماس الفلسطينيَّة، الجيش الإسرائيلي بارتكاب «مجزرة وحشيَّة» عبر استهداف آلاف الفلسطينيين أثناء توجههم إلى أحد مراكز توزيع المساعدات الإنسانيَّة غرب مدينة رفح، ما أدَّى إلى سقوط أكثر من 35 شهيدًا و150 جريحًا، بحسب بيان رسمي للحركة.

وقالت «حماس» إنَّ «إسرائيل تستخدم مراكز توزيع المساعدات الواقعة تحت سيطرتها كمصائد لاستدراج الجوعى وقتلهم».

وحمَّلت «حماس»، إسرائيل والإدارة الأمريكيَّة «المسؤوليَّة الكاملة عن هذه الجريمة»، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى «اتخاذ قرارات عاجلة وملزمة لوقف هذه الآلية الدموية، وفتح المعابر الإنسانيَّة فورًا».

كما طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة مرتكبي «الجرائم الممنهجة ضد المدنيين».

وكان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزَّة، قد أفاد أن «القوات الإسرائيليَّة فتحت نيرانها بشكل مباشر من آليات عسكريَّة وطائرات مسيَّرة باتجاه مدنيين فلسطينيين أثناء توجههم لاستلام مساعدات غذائيَّة من نقطة توزيع تعرف بالشركة الأمريكيَّة في منطقة المواصي، غرب مدينة رفح».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق