مع الشروق : «شبكة العنكبوت» والنووي التكتيكي

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : «شبكة العنكبوت» والنووي التكتيكي, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 01:28 صباحاً

مع الشروق : «شبكة العنكبوت» والنووي التكتيكي

نشر في الشروق يوم 02 - 06 - 2025

2355529
بطريقة مباغتة ومدروسة خطّط لها على مدار 18 شهرا، فاجأت أوكرانيا روسيا والعالم بهجوم في عمق الأراضي الروسية بطريقة غير مسبوقة، مستهدفة قاذفات قنابل استراتيجية روسية.
وتحدّثت تقارير عن هجوم بطائرات مسيرة استهدف قاذفات استراتيجية من طراز "تو 95 و"تو 22" في قاعدة "بيلايا" الجوية بسيبيريا، مما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة، في هجوم وصف بأنه الأول من نوعه على بعد أكثر من 4300 كيلومتر عن الجبهة.
الهجوم الأوكراني المفاجئ بدا مدروسا ومخطّطا له جيّدا. ومن المستبعد جدّا أن تكون كييف قد قامت بتنفيذه عبر كل مراحله وحدها، بل بدعم غربي استخباراتي وتكنولوجي ولوجستي كبير جدّا.
ويبرز ذلك من خلال طريقة تنفيذ الهجوم عبر مسيّرات انطلقت من الأراضي الروسية وعلى بعد آلاف الكيلومترات من أوكرانيا، مما يكشف عن اختراق استخباراتي غير مسبوق للداخل الروسي .
اضافة الى ذلك فإن رصد المطارات الروسية وما يتطلّبه من معلومات دقيقة ومراقبة متقدّمة، كشف مدى إمكانية التغلغل الأوكراني في الداخل الروسي لضرب أهداف حيوية تمسّ بهيبة وكبرياء موسكو السياسية والعسكرية.
كما تمثّل القدرة الأوكرانية على تنفيذ مثل هذه العمليات وجود ثغرات كبيرة في المنظومتين الأمنية والدفاعية الروسيتين، اضافة الى أنّه يعكس ضعفا في الإجراءات الحمائية حول واحدة من أهم القواعد الجوية التي تحتضن قاذفات من الثالوث النووي الروسي.
الهجوم الأوكراني، اضافة الى استهدافه طائرات روسية ذات أهمية استراتيجية قصوى بالنسبة الى موسكو، حمل أيضا رسالة مزدوجة، الأولى أوكرانية تؤكد على قدرة كييف على الرد خارج حدودها التقليدية، والثانية من الغرب، وتحديدا من واشنطن والعواصم الأوروبية، تقول لروسيا إن استمرار الحرب دون تسوية سياسية لن يكون دون كلفة موجعة.
موسكو من جهتها بدت للحظات غير مستوعبة هذا الهجوم الجريء والمفاجئ. وبدا ردّها "الأوّلي" باستهداف أوكرانيا ب472 مسيرة في عدد قياسي منذ بدء الحرب، غير متناسب وأقل من حجم الهجوم الأوكراني على قواعدها العسكرية.
وكان واضحا منذ البداية أن روسيا دخلت في حرب معقّدة جدّا، وفي مواجهة غير مباشرة مع حلف الناتو بأكمله. وموسكو تعرف ذلك جيّدا لذلك لجأت مؤخرا الى تعديل عقيدتها النووية. بحيث بات يمكنها استخدام الأسلحة النووية التكتيكية إذا تعرّضت لهجوم تقليدي يشكل تهديدا وجوديا للدولة.
صحيح أن الغرب بأكمله ينصب فخّا كبيرا لروسيا عبر دفعها الى استخدام السلاح النووي التكتيكي، من أجل تشويه صورتها أمام العالم أجمع وقلب كل المعادلات ضدّها. ولكن يبدو أن موسكو ستكون مجبرة في الأخير على ذلك كفعل ردعي.
ورغم المفاوضات الجارية بالتوازي في تركيا، فإن الردّ الروسي على الهجوم الأوكراني سيكون عنيفا جدّا، خاصّة اذا تواصل انسداد الأفق السياسي وتواصلت حملة العداء والاستفزاز الغربي لموسكو.
أضف الى ذلك أنّه وبالنسبة لروسيا، فإن الردّ الحقيقي هو ما يحدث الآن على الميدان في شرق أوكرانيا. حيث تقترب موسكو من حسم أهدافها العسكرية وتلتهم مزيدا من الاراضي الاوكرانية بنهم كبير.
بدرالدّين السّيّاري

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق