وذكر المصدران أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تحوّلت مؤخرًا من ترجيح احتمال التوصل إلى اتفاق نووي قريب إلى توقع انهيار وشيك للمفاوضات، ما دفع المؤسسة الأمنية لتكثيف استعداداتها لعمل عسكري محتمل.

وأشار أحد المصدرين إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد بأن "نافذة الفرصة" لتنفيذ ضربة فعالة تضيق بسرعة، وهو ما يستدعي تحركًا فوريًا في حال تأكد فشل المسار الدبلوماسي. ولم يوضح المصدر سبب تراجع فعالية الضربة في حال التأخر.

وأكد المصدران تقريرًا سابقًا لشبكة "سي إن إن"، بأن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات واسعة تحاكي هجومًا على منشآت إيرانية، في حين تتابع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هذه الاستعدادات عن كثب.

وأفاد أحد المصدرين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر لحظة تعثر نهائي في المحادثات، وتحديدًا نقطة فقدان إدارة ترامب الثقة بها، ليكون مستعدًا لإعطاء الضوء الأخضر للعملية.

من جانبه، عبّر مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس" عن قلق إدارة ترامب من احتمال تنفيذ إسرائيل للعملية دون تنسيق مسبق مع واشنطن.

اجتماعات أمنية رفيعة
وكشف مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو ترأس مؤخرًا اجتماعًا حساسًا ضم كبار الوزراء وقادة الأمن والاستخبارات لبحث تطورات الملف النووي الإيراني، وسط تزايد الشكوك حول جدوى المفاوضات.

في المقابل، يُنتظر أن تنطلق الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران يوم الجمعة في العاصمة الإيطالية روما.

وكان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف قد قدم اقتراحًا مكتوبًا خلال الجولة السابقة، أثار حينها تفاؤلًا بشأن قرب الاتفاق، إلا أن الخلاف حول ملف تخصيب اليورانيوم أعاد الأزمة إلى مربعها الأول.

وأوضح ويتكوف في مقابلة مع شبكة "ABC": "لدينا خط أحمر واضح وهو التخصيب، ولا يمكن السماح حتى بنسبة 1% من قدرات التخصيب المحلية".
غير أن طهران ما زالت متمسكة بموقفها، حيث شدد قادتها على عدم توقيع أي اتفاق لا يضمن لها هذا الحق.

ضربة متعددة المراحل
وبحسب المصادر، فإن أي هجوم إسرائيلي محتمل لن يكون ضربة واحدة، بل حملة عسكرية قد تمتد لأسبوع على الأقل، في عملية شديدة التعقيد تنطوي على مخاطر جسيمة لإسرائيل والمنطقة ككل.

وتخشى دول الجوار من أن يؤدي هذا الهجوم إلى تسرب نووي أو إشعاعي، وربما يشعل حربًا شاملة في المنطقة.

وفي مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا، أكد نتنياهو على التنسيق الكامل بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إيران، قائلاً: "نحترم مصالحهم وهم يحترمون مصالحنا، وغالبًا ما تتطابق".

وشدد على أن إسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها في وجه نظام يهدد بإبادتها، مؤكدًا رفضه لأي اتفاق لا يمنع إيران بشكل قاطع من تطوير برنامج نووي عسكري.