وقال موضحًا: «هناك تناقضات واضحة في التصريحات الأمريكية، ويجب عليهم تسوية هذا التناقض، من أسباب إجراء المفاوضات غير المباشرة هو أنه لا يمكن الجمع بين سياسة الضغط والمفاوضات في آنٍ واحد؛ فهذا النهج غير مقبول»، وفقا لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية.
وشدد بقائي أن «المفاوضات المباشرة لا تعد مفيدة، وهي غير مقبولة بالنسبة لإيران، المفاوضات غير المباشرة ليست أسلوبا غير مألوف، وقد جرّبت في السابق وهي تستند إلى تجارب مثبتة، علينا أن نختار الطريقة التي نثق بفاعليتها، والمفاوضات المباشرة لا تندرج ضمن هذا الإطار».وتابع: «فيما يتعلق بمحادثات مسقط التي جرت يوم السبت، فقد كانت هذه الجولة الأولى من المفاوضات، وقد عبّر كل طرف عن أطره المرجعية، إن موقفنا من الملف النووي واضح، وقد استُخدم ذريعة لخلق الأزمات طيلة العقدين الماضيين، أما قضيتنا الأساسية فهي رفع العقوبات الجائرة التي فرضت على إيران على مدى العقود الماضية، وقد طرحنا هذا المطلب بجدية وسنواصل متابعته».
وبخصوص الجولة الجديدة من المفاوضات، واحتمالية إجراء مفاوضات مباشرة، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: «لقد كنا واضحين واحترافيين في نقل المعلومات، لقد صرح وزير الخارجية الإيراني بأن الجولة المقبلة قد تعقد في مكان غير سلطنة عمان، الأهم من المكان هو أن شكل وأطر التفاعل بين إيران وأمريكا لم تتغيّر».
وواصل بقائي: «المفاوضات غير المباشرة تدار بوساطة سلطنة عمان، ويتم اتخاذ الترتيبات من قبلهم، ونحن واثقون بأنهم سيتخذون القرار المناسب، نحن على تواصل مع الجانب العماني بخصوص مكان عقد الجولة المقبلة، وسيتخذ القرار ويعلن في الوقت المناسب».
ومن المتوقع أن تعقد جولة ثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في روما، يوم السبت، وفقًا لما ذكره مصدران مطلعان لموقع «أكسيوس» الأمريكي.
إلى ذلكن يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موسكو هذا الأسبوع لمناقشة مجريات المفاوضات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة التي استضافتها سلطنة عُمان، قبل جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الأمريكيين في روما.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الإثنين إن عراقجي سيزور موسكو «نهاية الأسبوع»، مضيفا أن الزيارة «مخطط لها مسبقا» وستكون «فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط».
من جانبها نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي عراقجي في موسكو.
وقالت ماريا زاخاروفا «ننتظر وصول زملاء إيرانيين، ومن المقرر إجراء محادثات مع سيرغي لافروف واجتماعات مع مسؤولين روس».
ووصفت كل من إيران والولايات المتحدة مناقشات السبت بأنها «بناءة»، علما أنها جرت بعد أسابيع من توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى التفاوض مع التهديد باللجوء إلى عمل عسكري في حال رفض طهران.
وأجرت روسيا، الحليف الوثيق لإيران، والصين مناقشات مع إيران في الأسابيع الأخيرة بشأن برنامجها النووي.
ورحبت موسكو بالمحادثات الإيرانية الأميركية، وحثت على إيجاد حل دبلوماسي محذرة من أن المواجهة العسكرية ستكون «كارثة عالمية».
ومساء الأحد، أفادت وكالة إرنا بأن نفوذ طهران الإقليمي وقدراتها الصاروخية كانا من بين «خطوطها الحمر» في المحادثات.
يذكر أن في العام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من اتفاق 2015 وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران التي ظلت ملتزمة الاتفاق لمدة عام بعدها، قبل أن تبدأ في التراجع عن التزاماتها بموجبه.
وأكد بقائي أن إيران ستستضيف رافايل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في الأيام المقبلة، قبل أن تؤكد وكالة إرنا أنه من المقرر أن يصل إلى طهران الأربعاء.
ونقلت الوكالة عن مسؤول بوزارة الخارجية أن جروسي «سيصل إلى طهران مساء الأربعاء ويلتقي بوزير الخارجية الإيراني والمدير العام لمنظمة الطاقة الذرية».
وفي منشور على موقع «إكس» أكد جروسي أن «استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمرٌ ضروري في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية».
وكانت آخر زيارة لغروسي إلى إيران في نوفمبر حين أجرى محادثات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان.
وفي أحدث تقرير ربع سنوي نشرته في فبراير، قدرت الوكالة أن إيران تمتلك 274,8 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3,67% التي حددها اتفاق 2015.
وبذلك صارت أقرب إلى عتبة 90% المطلوبة للاستخدام في صنع السلاح النووي.
وتنفي إيران باستمرار أن تكون تسعى لامتلاك السلاح النووي.
0 تعليق