وفي السِّياق ذاته، أكَّد الهلال الأحمر الفلسطينيُّ إصابة عدد من المسعفين، بعد محاصرة قوات الاحتلال مركبة إسعافٍ أثناء وجودها في منطقةٍ تعرَّضت للقصف في مدينة رفح جنوب القطاع.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيليِّ المستمر على قطاع غزَّة منذ مطلع أكتوبر 2023 إلى 50.021 شهيدًا و113.274 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء.وأفادت وزارة الصحَّة الفلسطينيَّة بوصول 41 شهيدًا و61 مصابًا إلى مستشفيات قطاع غزَّة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرةً إلى وجود آلاف الشهداء تحت ركام المنازل، والبنايات السكنيَّة المدمَّرة في مناطق متفرِّقة من القطاع.
وكانت حركة حماس، ووسائل إعلام فلسطينيَّة، قد أعلنت مقتل صلاح البردويل أحد الكوادر السياسيَّة للحركة في غارة جويَّة إسرائيليَّة على خان يونس بجنوب قطاع غزَّة.
وذكرت وسائل إعلام، أنَّ البردويل، العضو بالمكتب السياسيِّ للحركة، وزوجته قُتلا في الغارة الإسرائيليَّة.
إلى ذلك، يواصل الجيش الإسرائيليُّ عمليَّاته البريَّة في قطاع غزَّة، وأنذر الفلسطينيِّين بالإخلاء في رفح جنوب القطاع، بعد نحو أسبوع من استئناف القصف والعمليَّات العسكريَّة؛ للضَّغط على حركة حماس لتفرج عن الرهائن.
ويأتي هذا عقب تصاعد العنف في لبنان، وإطلاق صواريخ من اليمن، فيما تعاود القوات الإسرائيليَّة الانتشار في أجزاء من غزَّة، رغم الدعوات لإحياء الهدنة التي تم التوصل إليها في يناير.
وأمر الجيش الإسرائيليُّ سكَّان حي تل السلطان في رفح في جنوب قطاع غزَّة بالإخلاء الفوريِّ؛ باعتباره منطقة قتال خطيرة.
وقال المتحدِّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصَّة «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكَّان قطاع غزَّة الموجودين في منطقة تل السلطان في رفح، بدأ جيش الدفاع هجومًا لضرب المنظَّمات الإرهابيَّة، حيث تُعتبر المنطقة التي توجدون فيها منطقة قتال خطيرة».
وأضاف: «أخلوا المنطقة فورًا»، وطالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي.
كما أنذر الجيش الإسرائيليُّ سكَّان المنطقة من خلال إلقاء منشورات مطالبةً بالإخلاء عبر طائرات مسيَّرة، وفق ما أكَّد مراسل وكالة فرانس برس في غزَّة.
ومنذ الثاني من مارس، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزَّة، كما قطعت الكهرباء؛ ما أدَّى إلى توقُّف عمل محطَّة تحلية المياه الرئيسة في القطاع، وبالتالي فاقم الوضع الإنساني الكارثي لسكَّان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة.
وفي خان يونس جنوب القطاع، اصطف فلسطينيُّون للحصول على بعض الطَّعام من مطبخٍ خيريٍّ.
وجاءت إيمان البردويل (19 عامًا) كغيرها؛ للحصول على الطَّعام، ووصفت «المعاناة» التي تشاهدها للحصول على «الطعام والشراب».
وتقول «نحن في رمضان، والناس مضطرة للقدوم» إلى هنا.
وقدم سعيد أبو الجديان الذي فرَّ من منزله من شمال القطاع -أيضًا- ليحاول الحصول على بعض الأرز، موضِّحًا «جئت لأخذ الأرز للأولاد لكن لا يوجد أرز».
وأضاف: «المعابر مغلقة.. ولم أحصل على راتبي منذ بدء الحرب.. هذا إجرام.. لا يوجد طعام في قطاع غزَّة.. نحن سندخل في مجاعة كبيرة».
وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأُولى من الحرب التي ألحقت به دمارًا هائلًا وأزمة إنسانيَّة كارثيَّة.
والجمعة، هدَّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بضمِّ أجزاء من قطاع غزَّة، ما لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المتبقين.
الحوثيون يستهدفُون حاملة طائرات أمريكيَّة في البحر الأحمر
أطلق الحوثيون في اليمن العديد من الصواريخ على إسرائيل.
وفي ساعة مبكِّرة أمس، أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخ من اليمن.
وبعدما شهدت محافظة الحديدة جنوب اليمن فجر أمس، أعنف الغارات الأمريكيَّة، أعلن الحوثيون استهداف حاملة طائرات أمريكيَّة.
فقد أعلنت الجماعة، أنَّها استهدفت حاملة الطائرات الأمريكيَّة «ترومان» في البحر الأحمر.
كذلك أكَّدت استهداف «مطار بن جوريون» الدولي الرئيس جنوب شرقي تل أبيب في إسرائيل، بصاروخ باليستي فرط صوتي، وفقًا لوكالة «تاس».
وقال المتحدِّث العسكريُّ باسم الحركة، يحيى سريع، إنَّ قواته نفَّذت عمليَّتين عسكريَّتين الأولى استهدفت مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين 2، والأخرى استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية «ترومان»، وعددًا من القطع الحربيَّة التابعة لها بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وفق البيان.
جاء هذا بعد ساعات من أعنف غارات شنَّتها مقاتلات أمريكيَّة، وطالت مخازن أسلحة، ومواقع حوثيَّة، فضلًا عن مقر قيادة جماعة الحوثي، ومطار المدينة الساحليَّة.
وأفادت مصادر قناة العربية/الحدث فجر أمس بإصابة منصور السَّعدي، قائد القوات البحريَّة التابعة للحوثيِّين.
كما أوضحت أنَّ الغارات استهدفت القاعدة البحريَّة بمنطقة الكثيب في الحديدة.
قتيل في غارات إسرائيليَّة جديدة على جنوب لبنان
نفَّذت إسرائيل غارات عدَّة على جنوب لبنان أمس، أسفرت إحداها بطائرة مسيَّرة عن مقتل شخص، بحسب مصادر رسميَّة، غداة التصعيد الأكثر دمويَّة منذ دخول وقف إطلاق النار حيِّز التنفيذ في نوفمبر.
ونقلت الوكالة الوطنيَّة للإعلام الرسميَّة عن وزارة الصحَّة أنَّ «غارة العدو الإسرائيليِّ بمسيَّرة على سيارة في بلدة عيتا الشعب (الحدوديَّة) أدَّت إلى استشهاد مواطن».
وأفادت الوكالة -أيضًا- أنَّ طائرات إسرائيليَّة قصفت منازل جاهزة في بلدتَي الناقورة وشيحين القريبتين من الحدود، من دون أنْ تسفر عن إصابات.
كما ذكرت أنَّ غارات جويَّة إسرائيليَّة استهدفت بلدة اللبونة الحدوديَّة.
وتأتي الضربات الجديدة بعد يوم من مقتل ثمانية أشخاص في غارات إسرائيليَّة على جنوب لبنان، فيما حذَّر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من خطر اندلاع حرب جديدة بعد أربعة أشهر من سريان الهدنة الهشَّة.
وقالت إسرائيل إنَّها ردَّت على هجمات صاروخيَّة من الأراضي اللبنانيَّة، وهي الأولى على شمال أراضيها منذ دخول وقف إطلاق النَّار حيِّز التنفيذ في 27 نوفمبر منهيًا الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
ونفى الحزب المدعوم من إيران ضلوعه في الهجمات الصاروخيَّة التي لم تعلن أيُّ جهة مسؤوليتها عنها، متهمًا «العدو الإسرائيلي» بالبحث عن «ذرائع لمواصلة اعتداءاته على لبنان».
وأدَّت الهدنة إلى هدوء نسبيٍّ في لبنان بعد أكثر من عام من الأعمال العدائيَّة، رغم الضربات التي تواصل إسرائيل تنفيذها على أهداف تقول إنَّها مرتبطة بحزب الله، منذ الانسحاب الجزئي لقواتها من جنوب لبنان في 15 فبراير.
0 تعليق