ومثل الجانب الأمريكي في جلسة المحادثات، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثل الجانب الأوكراني، مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، وو وزير الخارجية، أندري سيبها، ووزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف.
وتأتي هذه المحادثات ضمن مساعي المملكة لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي، وانطلاقًا من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين.ووكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أكد أن «موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بنّاءً بالكامل»، وذلك عقب لقائه ولي العهد، والذي وصفه بـ«اللقاء المتميز»، مشيداً بجهود سموه في تعزيز فرص تحقيق سلام حقيقي.
وأشاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الذي يقود وفد بلاده في المباحثات ببداية «بناءة» للقاءات بين الطرفين المخصصة للبحث في تسوية للحرب بين موسكو وكييف.
وقال يرماك في منشور عبر تلجرام مرفق بصور للقاء، إن «الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بناء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد ثلاثة أعوام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأكد مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تريد السلام ومستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب، فيما كان يستعد للمشاركة في المحادثات مع نظرائه الأمريكيين في مدينة جدة السعودية.
وقال أندري يرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، للصحافيين «نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام».
من جانبه، يرى المستشار العسكري السابق في الخارجية الأمريكية عباس داهوك، أن هذه الاجتماعات يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وقال في تصريحات لجريدة «الشرق الأوسط» الدولية، إن هذه «المناقشات رفيعة المستوى توفر فرصة لتوضيح الالتباسات، وتوحيد الأولويات الاستراتيجية، وإبراز الأهداف المشتركة في مواجهة العدوان الروسي المستمر»، على حد تعبيره.
وتأتي استضافة المملكة مباحثات أوكرانية - أمريكية امتداداً لجهودها القائمة لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي واستكمالاً لمبادراتها المستمرة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في التنسيق والتشاور مع الأطراف المعنية، وبحث سبل حلها.
وليل الثلاثاء - الأربعاء، استعرض سمو ولي العهد ، في الديوان الملكي بقصر السلام بجدة، مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، و آخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا سموه حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام.
فيما عبر فخامة الرئيس الأوكراني عن الشكر والتقدير للجهود التي تبذلها المملكة، منوها بالدور المحوري للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
كما استعرض سمو ولي العهد مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية وفرص تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
كما تم بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر بشأنها، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار.
اتصالات ولي العهد رسخت الثقة والثقل السياسي
الاستضافة تؤكد تقدير الطرفين لدور المملكة المحوري على المستوى الدولي
تعكس استضافة المملكة مباحثات أوكرانية - أمريكية، تقدير القيادتين الأمريكية والأوكرانية لسمو ولي العهد ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، والمكانة التي تحظى بها المملكة وقيادتها الرشيدة -حفظها الله- في المجتمع الدولي.
كما يعكس تحول المملكة إلى وجهة لقادة الولايات المتحدة، وروسيا الاتحادية، وأوكرانيا، بحثاً عن حل سلمي للأزمة الأوكرانية، مكانة المملكة وثقلها السياسي والدور القيادي لسمو ولي العهد - حفظه الله - على المستويين الإقليمي والدولي، والثقة المتزايدة في قدرة المملكة على جمع كافة الأطراف المعنية بالأزمة لتقريب وجهات النظر بينهم والتوصل إلى حلول سلمية.
وتدعم المملكة جهود المجتمع الدولي الرامية لبحث السبل الكفيلة بحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية التي تضمن إعادة الأمن والاستقرار وتجنب المدنيين التعرض للمزيد من الآثار المدمرة لهذه الحرب، والتخفيف من حدة الآثار الإنسانية الناجمة عنها، والانعكاسات السلبية على أمن الطاقة والغذاء وسلاسل الإمداد والتوريد.
وترى المملكة أن الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية والوصول إلى توافق حول أطر وآليات هذا الحل بما يعزز الأمن والاستقرار العالمي.
وكان سمو ولي العهد، قد أجرى اتصالات منذ الأيام الأولى للأزمة لبحث السبل الكفيلة بحلها بالطرق الدبلوماسية والسياسية والتي تؤمن المملكة أنها السبيل الوحيد لحل الأزمة.
وسبق للمملكة استضافة اجتماع تشاوري لمستشاري الأمن الوطني للدول ذات العلاقة بالأزمة في إطار جهودها الرامية لإيجاد حل سياسي لها، إضافة إلى توسط المملكة في صفقات تبادل الأسرى بين أطراف الأزمة.
وتولي القيادة الرشيدة -حفظها الله- اهتماماً بالغاً ببذل الجهود الإنسانية إلى جانب الجهود السياسية لحل الأزمة الأوكرانية، ومن هذا المنطلق قدمت المملكة حزمة مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 410 مليون دولار شملت المواد الإغاثية والمشتقات النفطية، وسيرت جسراً جوياً من المملكة إلى أوكرانيا يحمل مواداً إيوائية متنوعة.
ووسط اعجاب العالم وترقبه، تواصل المملكة جهودها وتواصلها مع جميع الأطراف المعنية على كافة المستويات للتباحث لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
0 تعليق