عادت شركة آبل لتعتلي عرش الشركات الأميركية الأكثر قيمة سوقية، بعد أن تجاوزت مجددًا حاجز 3 تريليونات دولار في تقييمها، مدفوعة بقرار رئاسي بإعفاء هواتفها ومنتجاتها الرئيسية من موجة الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
هذا الصعود المفاجئ في سهم آبل، والذي جاء بارتفاع بلغ أكثر من 2% مع بداية الأسبوع، أعاد بعض الثقة إلى المستثمرين الذين شهدوا تقلبات عنيفة في السوق خلال الأسابيع الأخيرة، إثر التصعيد الجمركي الذي استهدف واردات من أكثر من 100 دولة، بما فيها الصين، مركز تصنيع أجهزة آبل.
إعفاء استثنائي لأكثر الشركات تضررًا
بينما تكبّدت معظم الشركات الكبرى خسائر فادحة مع دخول الرسوم الجديدة حيّز التنفيذ، نجحت آبل في الحصول على استثناء مؤقت شمل الهواتف الذكية والحواسيب والرقائق الإلكترونية، وهي المكونات الأساسية في سلسلة منتجاتها.
هذا التحرك خفف الضغط على آبل التي تنتج الغالبية الساحقة من أجهزتها خارج الولايات المتحدة، وتحديدًا في الصين ودول آسيوية مثل فيتنام والهند. وكان سهم الشركة قد تراجع بنسبة 23% خلال أربعة أيام فقط قبل هذا الإعلان، لتخسر أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.
ترامب يتدخل شخصيًا ويشيد بتيم كوك
وفي تصريح لافت من البيت الأبيض، قال ترامب يوم الاثنين:
«أنا أتواصل مع تيم كوك، وساعدته مؤخرًا. لا أريد الإضرار بأي شركة، ولكن في النهاية نريد أن نُحقق عظمة اقتصادية لأميركا.»
التصريح يؤكد مرة أخرى على العلاقة الخاصة بين الرئيس التنفيذي لشركة آبل والإدارة الأميركية، والتي أثمرت خلال الولاية الأولى لترامب عن إعفاءات جمركية مماثلة، مكنت الشركة من تخفيف آثار الحرب التجارية مع الصين.
رغم الارتياح المؤقت في أسواق المال، إلا أن التحليل الأعمق يشي بالحذر. فقد أشار خبراء في بنك مورغان ستانلي إلى أن الإعفاءات، رغم أهميتها، ما تزال مؤقتة وقد تُلغى في أي لحظة، مشيرين إلى أن العبء الجمركي على آبل كان من المتوقع أن يصل إلى 44 مليار دولار سنويًا، لكنه تراجع إلى 7 مليارات فقط بفعل هذه الاستثناءات.
ومع ذلك، يبقى الغموض سيد الموقف، خصوصًا أن الرسوم ما تزال قائمة على الواردات من الصين بنسبة تصل إلى 145%، ما يعني أن أي تحرك غير محسوب من بكين قد يُعيد خلط الأوراق مجددًا.
آبل تواجه المستقبل بحذر
الشركة، التي كانت قد تراجعت عن حاجز الـ 3 تريليونات دولار في الرابع من أبريل، استعادت موقعها المتقدم الآن متجاوزة مايكروسوفت في التقييم السوقي، لكنها ما تزال تحت ضغط الظروف الجيوسياسية وسلاسل الإمداد.
وفيما تحتفل آبل بهذا التنفس المؤقت، يعلم مراقبو السوق جيدًا أن الاستثناءات لا تعني الأمان التام، وأن أي تغيير في السياسة الجمركية قد يُعيد السيناريوهات الصعبة من جديد، لا سيما وأن الجزء الأكبر من مكونات iPhone لا يزال يُصنّع في آسيا.
تابع عالم التقنية على
0 تعليق