وكشفت هذه الحادثة التي وقعت في 4 أبريل الجاري، عن التحديات الهائلة التي تواجهها البعثة الاستكشافية الأكثر جرأة في تاريخ دراسة الكواكب الغازية.

وتعرض المسبار الذي يقوده فريق من علماء ناسا المتمرسين لاضطراب مفاجئ دفع أنظمته للدخول في "الوضع الآمن" مرتين متتاليتين. المرة الأولى عند الساعة 5:17 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، قبل ساعة من الموعد المقرر لاقترابه من الكوكب، والثانية بعد 45 دقيقة من تجاوز نقطة الأوج. وفي هذه الحالة الحرجة، أوقف المسبار تلقائيا جميع أنظمته غير الأساسية، محتفظا فقط بقدرته على الاتصال بالأرض وإدارة الطاقة، في محاولة لحماية نفسه من تهديد غير مرئي لكنه قاتل، ألا وهو الإشعاعات الكونية الشديدة.

 

ويعتقد أن المشكلة التي واجهها المسبار ناتجة عن الإشعاعات الشديدة في المنطقة المحيطة بالمشتري. فالمشتري يمتلك مجالا مغناطيسيا قويا جدا، أقوى من مجال الأرض بـ 20 ألف مرة. وهذه القوة الهائلة تحول المنطقة حول الكوكب إلى مكان خطير مليء بجسيمات مشحونة عالية الطاقة.

وتوضح الدكتورة كارين فوكس من ناسا: "رغم أن المسبار محمي بدرع قوي من التيتانيوم، إلا أن الإشعاعات حول المشتري هي الأشد في نظامنا الشمسي كله، وهذا يجعل عمل المسبار تحديا كبيرا".

لكن هذه ليست المرة الأولى التي يختبر فيها "جونو" قسوة المشتري. فمنذ وصوله في 2016، اضطر المسبار للدخول في الوضع الآمن أربع مرات سابقة، كل منها كان درسا قاسيا ساعد المهندسين على تحسين أداء المسبار. واليوم، بينما يعكف الفريق العلمي على تحليل البيانات الواردة، تبقى الأسئلة عالقة: ما الذي حدث بالضبط؟ وهل سنتمكن من منع تكراره في التحليقات القادمة؟.

ويركز العلماء الآن على الموعد الكبير المقبل في السابع من مايو، عندما سيقترب جونو من القمر البركاني "آيو" على مسافة 89 ألف كيلومتر. وهذه الرحلة التي ينتظرها المجتمع العلمي بلهفة، قد تكشف أسرارا جديدة عن أحد أكثر الأجسام الفلكية نشاطا بركانيا في نظامنا الشمسي.

نقلا عن روسيا اليوم

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل