تخبط وخلافات داخلية.. فوضى في آبل وراء فشل مشروع “سيري” المُطوّر

البوابة العربية للأخبار التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نشر موقع “ذا إنفورميشن” تقريرًا جديدًا سلّط الضوء على الاضطرابات الداخلية في آبل التي أعاقت تطوير مشروع “سيري” الجديد ضمن مزاياها الذكية Apple Intelligence، كما كشف عن فوضى إدارية وتخبط تقني أثر سلبًا في طموحات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وبحسب التقرير، فإن آبل درست عدة خيارات لتشغيل مزاياها الذكية Apple Intelligence، ومنها تطوير نموذجين للغة؛ نموذج صغير باسم “Mini Mouse” يعمل محليًا في هواتف آيفون، وآخر كبير يُعرف باسم “Mighty Mouse” يُدار عبر السحابة، لكن إدارة سيري تخلت عن هذه الخطة لصالح نموذج لغوي واحد ضخم يعمل سحابيًا، قبل أن تتراجع مجددًا نحو توجهات تقنية أخرى، وهو ما تسبب بحالة من الإحباط لدى المهندسين، ودفع بعضهم إلى مغادرة الشركة.

ولم تقتصر الأزمة على التخبط الفني فحسب، بل فاقمتها أيضًا الخلافات الشخصية داخل فرق العمل، إلى جانب ثقافة عمل وُصفت بـ”المسترخية”، وضعف الحافز على المجازفة، وفقًا لما نقله أكثر من ستة موظفين سابقين في قسم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في آبل.

وذكر بعض الموظفين أن مجموعة سيري باتت تُعرف داخليًا باسم “AIMLess” في إشارة إلى فقدان التوجه، في حين يُشار إلى Siri على أنها “كرة النار” التي تنتقل من فريق إلى آخر دون تحسينات تُذكر.

يُذكر أن كلمة AIMless هي تلاعب لغوي يجمع بين كلمة AIML، وهي اختصار لـApple Intelligence and Machine Learning (أي: الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في آبل)، وكلمة “aimless” في اللغة الإنجليزية، التي تعني “بلا هدف”.

وأشار التقرير إلى نزاعات داخلية أخرى في آبل تتعلق بالفروقات في الرواتب والترقيات والإجازات الطويلة وساعات العمل القصيرة التي حظي بها بعض العاملين في فرق الذكاء الاصطناعي مقارنةً بغيرهم.

وكان رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في آبل، جون جياناندريا، يعتقد أنه قادر على إصلاح سيري من خلال تدريب أفضل، ونماذج دقيقة لاستخلاص المعلومات من الإنترنت، ولم يُبدِ قلقًا كبيرًا عند إطلاق ChatGPT في عام 2022، بل أخبر موظفيه حينها أن هذه النوعية من الدردشات الذكية لا تقدّم قيمة حقيقية للمستخدمين.

وفي المقابل، ركّز روبي ووكر، مدير سيري، على ما وصفه التقرير بـ”الإنجازات الصغيرة”، مثل تقليص زمن الاستجابة، وكان من أبرز مشاريعه إزالة كلمة “Hey” من الأمر الصوتي “Hey Siri”، وهو تعديل استغرق أكثر من عامين لتنفيذه، كما رفض مبادرة لفريق هندسي كانت تهدف إلى إدخال حساسية عاطفية لدى سيري تجعل المساعد الصوتي قادرًا على اكتشاف حالات الانزعاج أو الضيق لدى المستخدمين.

وأشار التقرير إلى أن العرض الذي قدّمته آبل خلال مؤتمر WWDC 2024 بشأن المزايا المتقدمة لـ Apple Intelligence، مثل قدرة سيري على تحليل البريد الإلكتروني لاستخلاص بيانات الرحلات الجوية، وتذكير المستخدم بموعد الغداء، ورسم مسار عبر الخرائط، لم يكن حقيقيًا، بل فاجأ حتى بعض أعضاء فريق سيري الذين لم يشاهدوا نسخًا عاملة من هذه القدرات.

ويُعد هذا التوجه، بتقديم استعراض غير حقيقي، خروجًا نادرًا عن سياسة آبل التي طالما حرصت على تقديم تقنيات جاهزة فعليًا للاختبار والنشر في فعالياتها الرسمية.

مع ذلك، لا تزال بعض الآمال معقودة داخل الشركة على قدرة كريغ فيديريغي، رئيس قسم هندسة البرمجيات،  ومايك روكويل، رئيس سيري الجديد، على إعادة سيري إلى المسار الصحيح، خاصةً مع توجيهات فيديريغي الصريحة للمهندسين ببذل كل ما يلزم لتطوير أفضل مزايا الذكاء الاصطناعي، حتى وإن تطلب الأمر استخدام نماذج مفتوحة المصدر من شركات أخرى بدلًا من الاكتفاء بتقنيات آبل الداخلية.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير أخير أن شركة آبل تخطط لإطلاق نسخة محسّنة أكثر ذكاءً من “سيري” بحلول خريف عام 2025، وذلك موسم عطلات نهاية العام.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار ذات صلة

0 تعليق