شركات غربية تستكشف تقنيات DeepSeek الصينية وسط مخاوف أمنية وسياسية

عالم التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

حافظ نموذج الذكاء الاصطناعي R1 من إنتاج شركة DeepSeek الصينية على صدارة النماذج مفتوحة المصدر عالمياً منذ إطلاقه قبل شهرين، وأربك حسابات عمالقة التقنية الأمريكيين الذين شهدت أسهمها انهياراً ملحوظاً في الأسواق المالية.

يتميز النموذج الصيني بإتاحته للمبرمجين استخدامه دون قيود أو رسوم، مع إمكانية تشغيله على أجهزة الشركات الخاصة لتعزيز الأداء والخصوصية، ما يضعه في مكانة متفردة مقارنة بالمنصات المغلقة كـ OpenAI رغم تفوقها التقني.

اندفعت عدة كيانات غربية نحو توظيف تقنيات DeepSeek المدعومة من عملاقي السحابة الإلكترونية أمازون ومايكروسوفت. فطورت منصة Gloo للتواصل الكنسي روبوتاً محادثاً يعتمد على هذه التقنية، بينما سارعت منصة Latenode للأتمتة باعتماد “R1” مستفيدة من دعمه المتميز للغات غير الإنجليزية. واتجهت شركة ميتا المنافس الرئيسي في مجال التقنيات مفتوحة المصدر، لتحليل النموذج الصيني وتطبيق مزاياه على نماذجها Llama.

وظهرت البنوك الأوروبية كمختبر رئيسي لتجربة النموذج الصيني، حيث تحتم قواعد السرية الصارمة في القطاع المالي البحث عن بدائل للخدمات السحابية. وعكفت مؤسسات مالية عريقة مثل Natwest و HSBC البريطانيتين و BBVA الإسباني على دمج “R1” في منظوماتها التقنية.

تحفظات أمريكية وفرص أوروبية

تتعامل الشركات الأمريكية بحذر شديد مع التقنية الصينية، إذ يؤكد أحد التنفيذيين الأمريكيين أنه يعزل نماذج DeepSeek على أجهزة منفصلة تماماً عن أنظمة شركته. وتدرس الإدارة الأمريكية حظر تطبيق الشركة على الأجهزة الحكومية ومنع مزودي الخدمات السحابية الأمريكيين من استضافة نماذجها.

في المقابل، تواجه أوروبا خيارات محدودة نظراً لغياب منافس محلي قوي في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تزايد الرغبة في تقليل الاعتماد على التقنيات الأمريكية في ظل السياسات التجارية المتشددة للرئيس دونالد ترامب وعلاقاته المتقاربة مع روسيا.

عززت DeepSeek انتشارها العالمي أواخر فبراير بإتاحة الشفرات البرمجية لنماذجها مجاناً، بعدما كانت تكتفي بمشاركة منهجية التدريب المتفوقة على نظيراتها الغربية، ما أتاح للآلاف تنزيل هذه الشفرات خلال أيام.

ويبقى عائق الرقابة الصينية تحدياً أمام تبني النموذج عالمياً، إذ يتجنب الروبوت المحادث الإجابة عن أسئلة حساسة كأحداث ساحة تيانانمين. لكن بعض الشركات وجدت حلولاً مبتكرة، فأعادت شركة Perplexity الأمريكية تدريب النموذج لإنتاج محتوى غير خاضع للرقابة، وأطلقت عليه اسم “R1 1776” بدلالة وطنية أمريكية واضحة.

بواسطة

Economist

تابع عالم التقنية على

Google News
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق