نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا مطولًا عن الأسطورة المصري محمد صلاح، سلّطت فيه الضوء على تأثيره العميق في مدينة ليفربول، وكيف أصبح أكثر من مجرد لاعب كرة قدم بارع، بل رمزًا إنسانيًا وثقافيًا بنى جسور المحبة والتفاهم بين المجتمعات.
اشار التقرير إلى أنه رغم إنجازات صلاح الرياضية العديدة، مثل الفوز بلقب الدوري الإنجليزي والمساهمة الكبيرة في تتويج ليفربول، إلا أن تأثيره امتد إلى ما هو أبعد من الرياضة، حيث عكس طبيعة العلاقة الخاصة التي تربطه بجماهير المدينة، والتي تقوم على الاحترام المتبادل والمحبة العميقة.
في مقابلة مع "الجارديان"، أكد ستيف روذرهام، عمدة منطقة ليفربول، أن المدينة بتركيبتها الخاصة تحتضن أولئك الذين يشاركونها القيم الإنسانية، مضيفًا أن صلاح أصبح جزءًا أصيلاً من نسيج المجتمع المحلي.
داخل مسجد الرحمة، أكبر مساجد ليفربول، تتجلى بصمات محمد صلاح على المجتمع الإسلامي الشاب، إذ يوضح الدكتور بدر عبد الله، رئيس الجمعية الإسلامية بالمدينة، أن صلاح جعل من الطبيعي للأطفال والشباب المسلمين أن يفخروا بهويتهم الدينية، بعد أن كان البعض يعاني من التنمر بسبب ممارساتهم الدينية مثل الصلاة أو الصيام.
فسجود صلاح بعد تسجيل الأهداف، وتمسكه القوي بقيم دينه وأخلاقه العالية، جعله نموذجًا ملهمًا ليس فقط للمسلمين، بل لكل سكان المدينة، كجسر حي يربط بين الثقافات والأديان.
اختتم التقرير مشيرًا إلى أنه رغم الانتقادات التي وُجهت لتحليلات سابقة تحدثت عن تراجع جرائم الكراهية بفضل "تأثير صلاح"، لكن يبقى وجوده في حد ذاته رسالة قوية.
فهو، دون تصريحات سياسية أو مواقف علنية، كسر الصور النمطية المغلوطة وأثبت أن التعايش ممكن عبر البساطة والأخلاق والموهبة، كما أن حرصه على مشاركة لحظات من حياته مع الجميع، مثل احتفاله بعيد الميلاد بنشر صورة شجرة الكريسماس، يعكس روح الانفتاح والمودة التي يتمتع بها.
0 تعليق