نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جزارون ومحتالون بمهنة طبيب, اليوم الخميس 13 مارس 2025 02:17 صباحاً
نشر بوساطة بدر بن سعود في الرياض يوم 13 - 03 - 2025
جراحو التجميل في العالم يقدرون بنحو 130 ألفًا، إلا أن المعتمدين والمرخصين في هذه الجراحة تقف أعدادهم عند 20 ألفاً، ومن الضروري أن يتأكد الشخص أنه يسلم نفسه لجراح لا جزار أو تاجر شنطة أو حتى محتال، ف25 % ممن يزورون عيادات التجميل الخاصة، طبقًا لأهل الاختصاص، يتعرضون للاحتيال..
استنادًا لأرقام 2023، فقد تجاوزت قيمة قطاع طب التجميل السعودي، ما قيمته 20 مليار ريال، أو قرابة خمسة مليارات و300 مليون دولار، بينما كان في حدود خمسة مليارات ريال عام 2016، أو أكثر من مليار و330 مليون دولار، والزيادة تصل لخمسة أضعاف في ثمانية أعوام، والمتوقع في المستقبل القريب أن تصبح الأراضي السعودية وجهة للسياحة التجميلية على المستوى الإقليمي، فمن يزورونها من الدول المجاورة لأغراض التجميل في هذه الأيام يشكلون ما نسبته 10 % من إجمالي المستفيدين، وتقدر إيرادات جراح التجميل السعودي الواحد نحو مليون ريال شهريا، أو حوالي 375 ألف دولار، وهو رقم لا ينافسه فيه حتى أطباء الأسنان المعروفين بمداخيلهم المرتفعة، ويوجد اهتمام كبير بهذه المسألة محلياً، ومن الشواهد استضافة الرياض لملتقى ومعرض الطب التجميلي لسبعة أعوام على التوالي، آخرها كان في أغسطس 2024، والفعالية السابقة تصنف أنها الأبرز في منطقة الشرق الأوسط، وتستمر لمدة ثلاثة أيام في كل عام.
إحصاءات 2019 تشير إلى أن السعوديين قاموا بإجراء ما يزيد على 35 ألف عملية تجميل للأنف، و22 ألف عملية تجميل للفك والأسنان، وذلك من أصل مئة ألف عملية تجميل، لمن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و55 عاماً من الجنسين، وعالميا فإن شفط الدهون وتجميل الأنف يعتبران من عمليات التجميل الأكثر انتشاراً، والرجال يحتاجونها بشكل خاص لإزالة ما يعرف ب(التثدي)، ويفضل المختصون أن يكون الشفط، في حالة الدهون المستعصية التي لا تفيد معها الطرق التقليدية، وليس بدافع التقليد الذي قد يكلف الشخص حياته أحياناً.
جراحو التجميل يختلفون في أسعارهم، تماما كنجوم السينما ومشاهير كرة القدم، وكلما زادت خبرة الجراح وشعبيته ارتفعت قيمة ساعته التشخيصية أو العلاجية، وعمليات التجميل المحلية لا تقل قيمتها في المتوسط عن 15 ألف دولار، فالتجميل تحول إلى سوق وتجارة، ولدرجة أن عياداته الخاصة أصبحت تقدم تخفيضات في المواسم والأعياد، وبالأخص في الجراحات التجميلية لا الترميمية، وهناك من يسوقون لأنفسهم بالتصوير المباشر لجراحات التجميل، وهذا التصرف تجرمه الأنظمة في المملكة، ما لم يكن استخدامه للاستفادة العلمية، والإعلانات في مجال التجميل الخاص محكومة بجملة من الضوابط أهمها؛ أخذ موافقة الأجهزة المختصة قبل الإعلان، وعلى رأسها وزارة الصحة، وأن تتم تحت مظلة منشأة طبية مرخصة أو عامة، لأن قبول الشخص محل الجراحة لا يكفي، ومن لا يلتزم يحال إلى لجان المخالفات الإعلامية والصحية، ومن ثم إلى القضاء لتغريمه ومحاسبته.
يفترض في الأحوال المثالية ألا تتم جراجات التجميل لأسباب شخصية، وإنما لأغراض علاجية وترميمية، كما هو الحال في (الشفة الأرنبية)، وفي الحروق وحوادث السير، بالإضافة إلى إصابات الحروب والتشوهات الخلقية، إلا أن هذا لا يحدث إلا نادراً، وجراحات التجميل التي يقبل عليها المجتمع السعودي اليوم، لا تخرج عن إبر الحقن (الفيلرز)، وتحديدا في منطقني الذقن والوجه، ومعها توريد الشفاه للمدخنين واصحاب الشفاه السوداء، فليس كل ما يلمع ذهباً، والمسألة لم تعد حكرا على فئات اجتماعية معينة فقد أصبحت متاحة لكل أحد، بعد تقسيطها وإتاحة خاصية الدفع الآجل لمن يطلبونها، وبعض هؤلاء يعانون مما يعرف باضطراب تشوه الجسد، أو ال(بودي ديسمورفيا)، وهو مرض نفسي، يجعل صاحبه يضخم ما يعتقد أنه عيبا مظهريا في شكله، ولو لم يكن ملحوظا أو موجودا، والمفارقة أن معظم مصابيه من لاعبي كمال الأجسام والنساء، وهم يمثلون صيدا ثمينا ومطلوبا، وتحديدا لمن يتعاملون مع جراحة التجميل بعقلية التاجر.
الحضور الواسع لعمليات التجميل في المملكة بدأ في 2015، ولا أحد يشكك أنها قد تساعد شخصا في الحصول على وظيفة، إذا كانت تعتمد على الشكل بالدرجة الأولى، كالعمل الإعلامي في التلفزيون أو في المهن التمثيلية، ولكنها وفي نفس الوقت، ربما أسهمت في حالات طلاق لأن الشريك الذي قام بإجرائها، تحول إلى ما يشبه سمارا مورغان، في سلسة أفلام الرعب الشهيرة (ذا رينغ)، على اعتبار أن نسبة الخطأ فيها تصل ل10 %، وهو رقم لا يستهان به.
لا بد من الإشارة إلى أن جراحي التجميل في العالم يقدرون بنحو 130 ألفًا، إلا أن المعتمدين والمرخصين في هذه الجراحة تقف أعدادهم عند 20 ألفاً، ومن الضروري أن يتأكد الشخص أنه يسلم نفسه لجراح لا جزار أو تاجر شنطة أو حتى محتال، ف25 % ممن يزورون عيادات التجميل الخاصة، طبقا لأهل الاختصاص، يتعرضون للاحتيال، من قبل أطباء يبحثون عن تعظيم فاتورة المريض، عن طريق تقديم أساليب علاجية غير معروفة، والإصرار أو التشديد عليها، أو التوصية بإجراء جراحات خارج نطاق الشكوى الأصلية، أو أنهم يعرضون صوراً لجراحات غاية في الروعة، والصحيح أنها معالجة بتقنية الفوتوشوب وليست حقيقية.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق