اختتم المؤتمر الدولي العلمي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” أعماله، اليوم الثلاثاء، في العاصمة صنعاء بحضور رسمي كبير ومشاركة واسعة من الوفود الخارجية.

وفي كلمة له خلال الجلسة الختامية، بارك مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، للمؤتمر فعالياته المتنوعة، معبرًا عن أمله في أن تكون للمؤتمر مخرجات مفيدة وثمرة كبيرة.

وتقدَّم العلامة شمس الدين شرف الدين بالشكر للجنة التحضيرية لهذا المؤتمر، الذي يأتي في إطار فعاليات دعم الشعب الفلسطيني، كما عبَّر عن شكره أيضًا لضيوف اليمن من مختلف بلدان العالم الذين قالوا كلمة الحق في هذا المؤتمر.

وحيا مفتي الديار اليمنية كل المواقف الشريفة التي تقف في وجه الظلم، وحمد الله الذي وفق الجميع للوقوف ضد الظالمين، مؤكدًا أن المشاركين في المؤتمر استطاعوا كسر الحصار عن الشعب اليمني.

وشدَّد على أن جهد الشعب اليمني وجيشه وحكومته في نصرة فلسطين مستمر، مخاطبًا أبناء غزة بقوله: “لستم وحدكم”، مؤكدًا أن نصرة القضية الفلسطينية تمثل التزامًا دينيًا وإنسانيًا علينا.

بدوره، أعلن وزير الخارجية البوليفي الأسبق، فيرناندو مامادو، تضامنه مع الشعب اليمني، مضيفًا: “نحن اليوم مع فلسطين، وكلنا نمثلها ويوحدنا معها الدم وكل نضالاتنا”. وقال وزير الخارجية البوليفي الأسبق: “هذا وقت التغيير والتطوير، ونحن أمام مشهد عالمي جديد يتيح للشعوب النهوض”، مردفًا: “علينا بناء اقتصاد قوي للخروج من هيمنة الدولار والتوحد في المجالات الاقتصادية”.

وخاطب الشعب الفلسطيني بقوله: “لستم وحدكم، ونحن هنا لنكون معكم، وأيضًا نحن في بوليفيا نقول للشعب اليمني: نحن معكم”.

من جانبها، عبَّرت النائبة السابقة في البرلمان الأوروبي، كلير دالي، عن شكرها للقائمين على تنظيم المؤتمر الدولي الثالث، مؤكدة أن ما يجمع المشاركين هو الدفاع عن القضية الفلسطينية. وقالت النائبة السابقة في البرلمان الأوروبي: “رسالتنا للأمريكيين واضحة: لن يستمر ظلمكم لفلسطين، وأفعالكم الإجرامية دليل على ضعفكم”.

من جهته، استنكر المعارض والناشط الأمريكي جاكسون هنكل عدوان بلاده على اليمن، قائلًا: “ما قامت به بلادي من عدوان على اليمن جعلني أشعر بالخجل”. وأضاف هنكل: “أخاطب البحارة والجنود على متن حاملة الطائرات الأمريكية بأنهم يخوضون حربًا ضد الله، ولن ينجحوا في حربهم”.

وتابع: “أوجِّه كلامي للجنود الأمريكيين: قادتكم لا يكترثون إلا لمصالحهم، ويوجهون الاتهامات للقادة العظماء في اليمن بالإرهاب، بينما الإرهاب الحقيقي هو ما تقوم به أمريكا في فلسطين”.

وأردف المعارض والناشط الأمريكي جاكسون هنكل: “اليمنيون هم الأحرار الحقيقيون في العالم؛ لأن المال لا يسيطر عليهم ولا يتحكم بمواقفهم”، مضيفًا أن “النظام السعودي ومحمد بن سلمان وبن زايد يخدمون المصالح الأمريكية”. واستطرد: “أدعو الله أن تصل الشجاعة اليمنية إلى جميع الناس في العالم، وخصوصًا في العالم العربي، ليقوموا بواجبهم ويتحرروا من عبوديتهم لقادتهم”.

وختم جاكسون هنكل كلمته بقوله: “الشجاعة اليمنية تمتاز بجرأتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على فلسطين وإقدامها على حصار السفن الإسرائيلية”.

فيما عبَّر رئيس مركز دراسات القدس بجامعة ماليزيا، أمينو رشيدي، عن افتخاره وافتخار الشعب الماليزي بالمشاركة في هذا المؤتمر، مضيفًا: “رهاننا بعد الله على توحدنا لننتصر على الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية”، مؤكدًا أنه لا ينبغي السكوت على جرائم الإسرائيليين والأمريكيين في غزة.

أما الناشط الإعلامي البريطاني ستيفن سويني فقال: “أشعر بالفخر لأنني مع شعب يقف مع فلسطين بصورة ثابتة ويواجه قوى الاستكبار”، مضيفًا: “في لبنان تلقينا ضربة قوية باستشهاد السيد نصر الله، وهي أكبر تضحية من أجل فلسطين”، مردفًا: “الشهيد السيد نصر الله لا يزال حيًا في قلوب الإنسانية والشعب الفلسطيني”.

بدوره، أكد الإعلامي اللبناني علي الرضا أن الوقوف في وجه الأعداء واجب، مشددًا على أن “فلسطين بوصلتنا، والمقاومة خيارنا”، متوجهًا بتحية الإجلال والإكبار للمقاومين في فلسطين واليمن ولبنان والعراق، ومؤكدًا أن “العلاقة بين اليمن ولبنان وغزة والجنوب اللبناني هي علاقة تحالف الأحرار ووحدة الدم والمصير في وجه الطغاة”.

البيان الختامي للمؤتمر

صدر في ختام أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بيان أكد الدعم والتأييد لقرار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في منع الملاحة الصهيونية في منطقة العمليات وقصف الكيان بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.

وأدان البيان الختامي بشدة العدوان الأمريكي على الشعب اليمني واستهداف المنشآت والمساكن المدنية وقتل المواطنين اليمنيين في بيوتهم، وأكد الدعم الكامل لعمليات الجيش اليمني ضد القطع الحربية الأمريكية وحظر مرور السفن الأمريكية في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن.

وشدد البيان على مسؤولية الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين شعبًا ومجاهدين، ومواجهة التطبيع مع الكيان.

كما دعا إلى بناء تحالفات مع حركات التحرر المناهضة للصهيونية في العالم، لتحقيق دعم أوسع للقضية الفلسطينية، مطالبًا العلماء والمفكرين وصناع الرأي بالتصدي لمشروع “البيت الإبراهيمي” و”الأديان الإبراهيمية” بكل التفسيرات المطروحة.

وأكد المؤتمر ضرورة الاستمرار في التوعية حول خطر التطبيع على الهوية الثقافية والدينية للأمة الإسلامية، محذرًا من التعامل مع الكيان المجرم دبلوماسيًا واقتصاديًا، باعتبار ذلك قبولًا باغتصابه للأراضي الفلسطينية ومشاركة في جرائمه ضد فلسطين.

وشدد المؤتمر على أهمية كشف وفضح دور دول الاستكبار في صناعة “الصهاينة العرب”، داعيًا الباحثين في اليمن والعالم إلى إجراء مزيد من الدراسات حول معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، أسبابها وظروفها وإنجازاتها.

ثلاثة أيام من المناقشات

وانطلقت أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” تحت شعار “لستم وحدكم”، في العاصمة صنعاء، السبت 22 مارس 2025، بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة.

وعلى مدى ثلاثة أيام، ناقش المؤتمر 173 بحثًا وورقة عمل تم قبولها من أصل 272 بحثًا وورقة عمل تقدم بها مشاركون وباحثون وناشطون من اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا، وعدد من الدول الأجنبية.

وسعى المؤتمر لدراسة الأبعاد الاستراتيجية لمعركة “طوفان الأقصى”، والأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وتحليل انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية وفضح واقع ديمقراطية الغرب.

وتوزعت محاور المؤتمر على سبعة محاور، من بينها “الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني”، “إستراتيجيات العدو الصهيوني في إنشاء إسرائيل الكبرى”، “مخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة”، و”الأبعاد الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى”.

المصدر: المسيرة نت