وجّه الرئيس اليمني مهدي المشاط، مساء اليوم الثلاثاء، خطابًا هامًا إلى الشعب اليمني بمناسبة الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود، أكد فيه على ثبات الشعب اليمني وصموده في مواجهة العدوان، مجددًا الموقف الراسخ في نصرة القضية الفلسطينية.

استهل الرئيس المشاط خطابه بحمد الله على نعمة الصمود والثبات، مستذكرًا بداية العدوان في 26 مارس 2015م، ومؤكدًا أن الشعب اليمني أراد بلده حرًا مستقلًا، بعيدًا عن أي وصاية خارجية.

وأشار إلى أن يوم الصمود الوطني يمثل عشر سنوات من الجهاد والصبر والثبات في وجه عدوان خارجي مدعوم بتحالف دولي وإشراف أمريكي وصمت أممي، مؤكدًا أن الشعب اليمني كسر وسيواصل كسر إرادة كل من يسعى لتركيعه واحتلال أرضه وفرض الوصاية عليه.

كما اعتبر أن العدوان الأمريكي الأخير في 16 مارس امتدادٌ لعدوان 2015، مشددًا على أن الشعب اليمني، الذي يُوصف بأنه شعب الإيمان والحكمة، لن يتأثر أو يتراجع، بل سيزداد إصرارًا على الصمود ومناصرة القضايا العادلة.

تطرّق الرئيس المشاط إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، في ظل إدارة فاسدة من قبل المرتزقة، مؤكدًا وقوف القيادة إلى جانبهم حتى تحرير آخر شبر من اليمن وإفشال مؤامرات الأعداء.

ووجّه رسالة إلى النظام السعودي، داعيًا إياه إلى المضي قدمًا في تنفيذ اتفاقات السلام الشامل والدائم، بما يشمل وقف العدوان، ورفع الحصار، وانسحاب القوات الأجنبية، ومعالجة ملفات الأسرى، والتعويضات، وإعادة الإعمار، إذا كان جادًا في سعيه لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.

وجدد الرئيس المشاط التأكيد على موقف اليمن الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وأهل غزة، مؤكدًا أن عمليات الإسناد ستستمر مهما كانت التبعات، وأن العدوان الأمريكي لن يثني اليمن عن موقفه. وأوضح أن هذا العدوان كشف للعالم الوجه الحقيقي لأمريكا، وأسقط عنها ادعاءات الحرية وحقوق الإنسان.

كما حذّر من الأطماع الصهيونية التوسعية التي تستهدف دول المنطقة، داعيًا القادة العرب إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية، ومعالجة الخلافات الداخلية، وتعزيز مستوى التنسيق والتضامن والدفاع المشترك لمواجهة هذه المخاطر.

أكد الرئيس المشاط أن قرارات إدارة ترامب “الخرقاء” لا شرعية لها، معتبرًا أنها تجاوزٌ للمواثيق الدولية، واستهتار بها، مما يستوجب تصدي المجتمع الدولي لهذه السياسات المتهورة، وعدم دعم “الإرهاب الصهيوني”.

وشدد على أن موقف اليمن في دعم القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير حتى وقف العدوان ورفع الحصار، مؤكدًا أن اليمن يمتلك خيارات استراتيجية للرد، وسيُعلن عنها عند الضرورة.

كشف الرئيس المشاط عن تنسيقات جارية مع جميع الأطراف التي ستتأثر بتداعيات قرارات ترامب، مؤكدًا أن اليمن اتخذ ترتيبات لحماية مصالحه، ولن يسمح للولايات المتحدة بجرّه إلى مخططات تخدم مصالحها.

كما وجّه خطابًا مباشرًا إلى ترامب، مؤكدًا أن عدوانه على اليمن، بهدف إجباره على التراجع عن مساندة غزة، لن ينجح، قائلاً: “حتى لو استمرت رئاستك لعقود، وحتى لو امتد عمرك لعشرات السنين، فلن تستطيع ثني اليمن عن موقفه. اليمن مستعد للمواجهة عبر الأجيال، وكما كان على مر التاريخ، سيظل ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المستكبرة.”

في ختام خطابه، وجّه الرئيس المشاط تحية إعزاز وإجلال إلى الشعب اليمني، والقوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، وكافة المؤسسات الوطنية، مجددًا الولاء للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ومؤكدًا أن اليمن ماضٍ بثبات في مسيرته نحو الحرية والسيادة والاستقلال.

المصدر: المسيرة نت