من هو الساحر التائب اليمني الذي جسد شخصيتة الفنان حمادة هلال في ” المداح”

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في عالم مليء بالغموض والقصص الغريبة، يكشف مسلسل "المداح" عن شخصية حقيقية وراء أحداثه المثيرة. فبطل القصة، الذي يبدو وكأنه من خيال المؤلف، هو في الواقع ساحر يمني، خاض تجربة لا تخطر على عقل البشر، فمن عمر السادسة ، خاض تجربة غير عادية حيث حضر إبليس بنفسه، وقدّم نفسه قربانًا للشياطين في لحظات من الظلام المجهول. فما هي القصة الحقيقية وراء هذه الشخصية المدهشة؟

من هو الساحرالتائب داود فرحان وما علاقته بــ "مسلسل المداح"؟

مسلسل المداح ليس مجرد عمل درامي فيه نوع من التشويق للمشاهد ، بل أن جميع أجزاء المسلسل أسقاط حقيقي عن أشياء تحدث على ارض الواقع في صراع الخير والشر والفتنة، وايضاً يذكر اسماء الشياطين بأسمائهم الحقيقية وليست مجرد اسماء من تأليف المخرج.

هل سمعت من قبل مقولة : مات في القرية ساحراً فا استراحوا الناس من اذاه.. خلف الساحر جنياً فاق في السحر اباه.

هذا بالظبط ما حدث في قصة الساحر اليمني "داود فرحان" الذي عاش مع الشياطين والسحر لأكتر من ١٨ سنة ، حيث نشأ داود وجد والده ساحر واهب روحه لخدمة الشياطين والجن وعندما كبر في العمر وأوشك على الموت طلبوا منه الشياطين أن يعطي لهم ابنه ليكمل مسيرته ويكون بديلً له.

وفي سن الـ 6 أشهر بداء والده يمارس علية بعض الطلاسم والطقوس التي جعلت الجن يتلبس به، "داود فرحان"، الذي عُرف فيما بعد بلقب "الساحر التائب"، عايش حياة مليئة بالأحداث الغريبة والمخيفة، منذ صغره، كان داود فرحان يعاني من تجارب غريبة، حيث كان يستيقظ مفزوعًا من النوم، يصرخ ويبكي دون سبب واضح، وهو ما كان يشير إلى قرب الجن منه. وكان والده يعي تمامًا أن هذه بداية تلبس الجن له، كما كان يحدث معه شخصيًا في بداية دخوله إلى عالم السحر والشياطين.

استمرت هذه الحالة حتى بلغ داود سن الرابعة عشر، حيث توفي والده، وأصبح يميل إلى العزلة ويختار أن يقضي وقته بعيدًا عن البشر في الصحراء. رغم أنه لم يفهم السبب وراء هذا الشعور، إلا أنه كان يشعر دائمًا بوجود شيء داخله يدفعه إلى ذلك.

في أحد الأيام، وأثناء جلوسه في الصحراء، ظهرت له مجموعة من البنات اللاتي حاولن إغرائه. لكن داود كان متأكدًا من أنهم ليسوا بشرًا بل جن متلبسون في هيئة بشرية، فامتنع عن الاقتراب منهم.

ثم جاء يوم آخر، وعندما كان عائدًا إلى منزله، اكتشف معزة سوداء مربوطة في شجرة في مكان مقطوع من الصحراء. وعندما اقترب منها ليضربها بعصاه، فاجأته المعزة بالكلام بصوت فتاة قائلة: "لا تقترب أكثر، هل تريد ضربني؟". فهرع داود إلى منزله وهو في حالة رعب شديد، فقررت والدته حبسه داخل البيت خوفًا عليه.

ومع مرور الأيام، بدأ داود يشهد ظهورًا مستمرًا لجنّيات يرتدين الأسود، وكان لديه رغبة غريبة في تناول الطعام الفاسد والقاذورات، بل كان يميل إلى أكل الحيوانات الميتة التي يجدها في الطرقات. حاولت والدته أخذ ابنها إلى شيخ لعلاجه، إلا أنه رفض استقبالهم، مما جعلها تيأس.

في النهاية، قرر داود السفر إلى مدينة معروفة بالسحر، حيث التقى بساحر أراه الجن، وأعطاه طلاسم وكتبًا سحرية. تعلم داود السحر بسرعة وأصبح يزاول أعمال السحر بشكلٍ قوي، حيث أوهم الناس أنه معالج روحاني يستطيع علاج المس والسحر. كانت شهرة داود تزداد بعد أن كان الجن يقدّم له معلومات عن الأشخاص الذين يعالجهم.

في يوم من الأيام، قرر داود الاستمرار في تعلم السحر، وأجرى جلسة لاستحضار أحد أقوى أنواع الجن. وفي الجلسة، ظهر له شخص يرتدي ثيابًا بيضاء لكنه كان مرعبًا للغاية. بعد ذلك، ظهرت له مجموعة ضخمة من الجن الذين طلبوا منه أن يمر بمراحل صعبة للحصول على أقوى قدرات السحر.

طلبوا منه أن يعزل نفسه لمدة 40 يومًا في خلوة، وأن يؤدي طقوسًا غير شرعية حتى يحصل على قوى خارقة. وبعد نهاية هذه الفترة، ظهر له إبليس نفسه بشكلٍ حقيقي، مما جعله يشعر بالقوة الوهمية التي تمكنه من السيطرة على كل شيء. ومع ذلك، جاءه حلم غريب يرى فيه والده يحذره من هذا الطريق.

صحو داود من نومه، وقرر أن يتوب إلى الله، فبعد 18 عامًا من السحر والشرك بالله، عاد إلى طاعة الله. لكن الجن، الذين كان قد عقد معهم عهدًا، قتلوه زوجته وأطفاله كعقاب له على توبته.

وبعد تلك التجربة المريرة، أصبح داود يُعرف بلقب "الساحر التائب"، وواصل سرد قصته المؤلمة التي تنتهي بتأكيد قول الله تعالى: "وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ."

أخبار ذات صلة

0 تعليق