وسط ضباب الأسواق وتقلبات التوترات التجارية، ينبثق ضوء جديد من براميل النفط... حيث سجلت الأسعار قفزة غير متوقعة، دفعت المستثمرين لإعادة ترتيب أوراقهم، فبين قرارات سياسية وتغيرات اقتصادية، يواصل الذهب الأسود مفاجآته.

ارتفاع أسعار النفط اليوم الثلاثاء 

طبقا لـ تحيا مصر ، في مشهد بدا عكس كل التوقعات، شهدت أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء ارتفاعًا ملحوظًا، ما أعاد إشعال حالة من الحماس بين المتعاملين في الأسواق العالمية. 

وهذا التحسن جاء بدفع من مؤشرات عدة، أبرزها بوادر تهدئة في الحرب التجارية، ونشاط ملحوظ في استيراد النفط من جانب الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

تحركات الأسواق العالمية 

ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يونيو بنسبة 0.35%، لتسجل 65.13 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 24 سنتًا. وفي الاتجاه ذاته، صعد خام "نايمكس" الأمريكي تسليم مايو بنسبة 0.45%، ليستقر عند 61.82 دولارًا، بزيادة بلغت 29 سنتًا.

ما الذي يحرك الأسعار؟

من أبرز الأسباب التي دفعت الأسعار نحو الصعود تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى احتمالية مراجعة الرسوم الجمركية المفروضة بنسبة 25% على واردات السيارات وقطع الغيار من دول مثل المكسيك وكندا. 

هذا التلميح ساهم في تقليل المخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية، والتي طالما ألقت بظلالها على توقعات النمو العالمي، وبالتالي على الطلب على الطاقة.

إضافة لذلك، برزت الصين كلاعب رئيسي في تحفيز الأسعار، حيث أظهرت البيانات ارتفاعًا في وارداتها النفطية، الأمر الذي اعتبره مراقبون خطوة استباقية لتعويض أي عجز قد ينجم عن تشديد العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، أحد أبرز مصدّري النفط في المنطقة.

ينتظر المستثمرون أيضًا صدور بيانات المخزون الأمريكي من النفط، حيث من المرتقب أن يصدر معهد البترول الأمريكي تقريره لاحقًا اليوم، على أن تعلن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأرقام الرسمية غدًا. 

وهذه البيانات ستمثل مؤشرًا حاسمًا على توازن العرض والطلب في السوق الأمريكي، وهو ما قد يحدد اتجاه الأسعار في الأيام المقبلة.

هل يستمر الاتجاه الصاعد؟

رغم المكاسب التي حققتها أسعار النفط اليوم، تبقى الأسواق متأهبة لأي متغير قد يقلب الموازين. 

فالعوامل الجيوسياسية، والتوترات التجارية، إلى جانب تقلبات الطلب العالمي، جميعها تلعب دورًا محوريًا في تحديد مسار الأسعار خلال الفترة المقبلة. 

وبينما تظل التوقعات مرهونة ببيانات المخزونات الأمريكية وتطورات السياسة الدولية، فإن المستثمرين مدعوون للبقاء على درجة عالية من اليقظة، فأسواق الطاقة لا تعرف الاستقرار طويل الأمد، والربح فيها لا يأتي إلا لمن يحسن قراءة مؤشرات الغد من تحركات اليوم.