تستهدف منصة “أقرألي”، الناشئة والمتخصصة في تحويل الكتب إلى صوتيات، جمع 2 مليون دولار إضافية خلال العام المقبل عبر جولة تمويلية جديدة، جار تحديد شروطها.
ووضعت المنصة ، ضمن خططها الاستراتيجية التوسع في السعودية وإطلاق نشاطها هناك بنهاية العام الحالي، بعد أن افتتحت مكتبها التسويقي في الإمارات، حسبما قال أحمد زكي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة.
كشف زكي لـ”البورصة” ، أن خطة التوسع تتضمن دخول أسواق جديدة بالخليج، مع التركيز في البداية على التواجد التسويقي، في ظل النشاط الحالي للشركة بالإمارات والاستعداد لدخول السعودية قبل نهاية 2025.
وتمتلك الشركة حاليًا أكثر من 2500 كتاب صوتي، وتستهدف زيادة عدد الكتب إلى 4000 كتاب بحلول نهاية 2025، والوصول إلى 8000 كتاب بنهاية 2026، يتم تحويلها جميعًا إلى صيغة صوتية بواسطة رواة محترفين.
وتسعى “اقرألي” لزيادة عدد دور النشر المتعاقد معها، إلى 120 دارًا بنهاية 2025، مع استهداف الوصول إلى 180 دار نشر بنهاية 2026.
أوضح زكي، أن منصته تتعاون حاليًا مع نحو 80 دار نشر، مشيرًا إلى أن عدد دور النشر في السوق ليس كبيرًا، ما يجعل الشركة تركز على ضم الغالبية منها إلى منصتها.
وحقق التطبيق حتى الآن، نحو 7 ملايين عملية تحميل، بجانب مئات آلاف المستمعين النشطين شهريًا من 150 دولة، تمثل مصر الحصة الأكبر منها بنسبة 55%.
أضاف أن تركيز الشركة الأساسي ينصب على اللغة العربية، خاصة في السوقين المصري والعربي، لافتًا إلى أن سوق الكتب الصوتية لا يزال في مراحله الأولى بالمنطقة، ما يمنح “اقرألي” فرصة للاستحواذ على حصة سوقية كبيرة.
ولفت إلى أن التوسع في لغات أخرى ليس ضمن الأولويات الحالية، إذ تركز الشركة على استغلال الكم الكبير من المحتوى العربي المتاح لدى دور النشر المتعاقدة معها، والتي تمتلك في بعض الحالات ما لا يقل عن 30 ألف كتاب.
أوضح زكي، أن المنصة تقدم أعمالًا لكتاب تاريخيين منهم عباس العقاد ونجيب محفوظ وطه حسين، بجانب كتاب معاصرين منهم إبراهيم عيسى وأحمد مراد وغيرهم.
وبدأت فكرة الشركة بتسجيل ملخصات ومقالات من الصحف والمجلات، قبل أن تتحول للتركيز على الكتب الكاملة لما لها من تأثير أكبر، مع استمرار تقديم ملخصات لبعض الكتب.
اقرأ أيضا: الرئيس التنفيذي: «ماني فيللوز» تستهدف التوسع في المغرب والسعودية وأوغندا
وتوفر “اقرألي” أيضًا ، “بودكاست” على منصتها، بخلاف المنصات المجانية التقليدية، إذ تتيح لصناع “البودكاست” إمكانية تحقيق أرباح من خلال نموذج عمل الشركة.
كما تعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها، لتقديم ملخصات أو تدقيق الكتب، دون التأثير على الطابع البشري للأداء الصوتي، بجانب إضافة خيارات متعددة للهجات العربية على غرار ما تتيحه المنصات العالمية مثل “نتفليكس”.
وحول الاستثمارات، قال زكي، إن الشركة جمعت منذ تأسيسها وحتى الآن ما بين 2 إلى 3 ملايين دولار عبر عدة جولات تمويلية مقابل حصص ملكية، إذ يضم هيكل المساهمين مستثمرين ملائكيين، وشركات رأس مال مخاطر، بالإضافة إلى المؤسسين الثلاثة الذين يمثلون الأغلبية.
وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت تحديات أمام توسع الشركات الناشئة في مصر، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، متوقعا تحسن الأوضاع خلال الفترة المقبلة مع تحسن بيئة الاستثمار.
وفيما يتعلق بسلوك المستهلك المصري، أوضح أن هناك وعيًا متزايدًا بالكتب الصوتية .. لكن السوق لا يزال بحاجة لمزيد من التوعية، معتبرا أن البودكاست يسهم في جذب الجمهور للاستماع إلى الكتب، إذ يمكن للمستخدم الاستماع أثناء القيادة أو أداء الأعمال اليومية، خاصة مع وجود “بودكاست” تلخص أو تناقش الكتب.
وعن التغير في بيئة الاستثمار في مصر، قال زكي، إن التغيرات الأخيرة في سعر الصرف انعكست بشكل مباشر على بيئة الاستثمار في مصر، و أدت إلى تراجع القوة الشرائية وإعادة حسابات الشركات نتيجة ارتفاع تكلفة المدخلات الدولارية، ما جعل الظروف أكثر صعوبة للشركات الناشئة.
أضاف أن مصر رغم التحديات ما زالت سوقاً ضخماً يتميز بعدد سكانه وقوته الاستهلاكية، وهو ما يحافظ على وضعها كوجهة مهمة للاستثمار، مشيراً إلى أن شركته مستمرة في ضخ استثمارات جديدة داخل السوق المحلي بالتوازي مع التوسع الخارجي.
وأوضح أن التوجه نحو التوسع خارج مصر يختلف باختلاف طبيعة النشاط؛ فشركات الـB2B تميل أكثر للتوسع الإقليمي، بينما شركات الـB2C يتوقف قرارها على طبيعة المنتج وسعره والشريحة المستهدفة.
أشار زكي إلى أن الظروف الاقتصادية دفعت بعض الشركات لتأجيل دخولها إلى مصر أو التخارج منها، فيما بدأت أخرى تعود مجدداً مع مؤشرات الاستقرار الأخيرة، لافتاً إلى أن انخفاض الجنيه أمام الدولار خلق فرصاً جديدة للشركات الناشئة التي تستفيد من انخفاض التكلفة التشغيلية محلياً وبيع منتجاتها في أسواق خارجية بالدولار، ما يعزز قدرتها على تحقيق أرباح مرتفعة.
وتابع أن الاستقرار النسبي خلال الشهور الماضية يعكس مؤشراً إيجابياً إذا استمر، وهو ما قد يعيد للسوق مكانته كأكبر سوق إقليمي للشركات الناشئة كما كان قبل التعويم.
وتابع : “نحن نركز على الأوقات التي يصعب فيها استخدام المحتوى المرئي، إذ يظل الاحتياج للمحتوى السمعي قائماً. وقد بدأنا بالفعل إدراج بودكاست القصص والروايات على منصة اقرألي، بما يتماشى مع رؤيتنا لتوسيع نطاق المحتوى السمعي”.
أخبار متعلقة :