اليوم الجديد

المقدم عبدالله النقيب.. حكاية ضابط أمن شجاع قدم روحه فداءً لتعزيز الأمن والاستقرار في تعز

بعملية غدر جبانة، استهدف مجهولون، أمس الخميس، مدير أمن مديرية التعزية بمحافظة تعز، المقدم عبدالله النقيب، بعبوة ناسفة، لاقت تنديداً وحزناً واسعين بين أوساط اليمنيين.

 

وقالت مصادر محلية لـ"الموقع بوست" إن النقيب فارق الحياة جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت تحت مقعده في السيارة أثناء مروره بشارع جمال وسط مدينة تعز، وتسبب الانفجار بإصابة النقيب بجروح بليغة توفي على إثرها.

 

وحسب المصادر فإن أبناء المقدَّم النقيب كانوا برفقته في السيارة أثناء استهدافه الغادر، الأمر الذي يكشف عن مدى وحشية منفذي الجريمة.

 

ورجحت المصادر أن استهداف النقيب جاء رداً على دوره في ملاحقة عناصر مرتبطة بتنظيمات إرهابية داخل مدينة تعز، حيث كان قد تعرض في الفترة الماضية لتهديدات متكررة.

 

ومساء اليوم الجمعة، أفاد مصدر أمني بأنه تم ضبط ثلاثة من المشتبه بهم في جريمة اغتيال المقدم عبدالله النقيب، هم (م.ع.أ.ع)، و(ف.ع.ع.أ)، و(م.ع.ق).

 

وأكد، أن الأجهزة الأمنية تواصل تحقيقاتها المكثفة لكشف جميع الملابسات وضبط المتورطين وتقديمهم للعدالة، مشيرًا إلى أن رد شرطة تعز على هذه الجريمة الجبانة التي استهدفت النقيب سيكون قاسيًا.

 

يشار إلى أن النقيب، قاد في وقت سابق حملات أمنية لتثبيت الأمن والاستقرار في المدينة، كما ضبط قبل 6 سنوات مخزنا للسلاح ومعملا لصنع المتفجرات في أحد المنازل التي داهمتها في بمنطقة سوق الصميل شرق المدينة وذلك بعد حصولها على معلومات عن الموقع ضمن جهودها للقضاء على العصابات الخارجة عن النظام والقانون وتعزيز حضور الدولة واجهزة الأمن.

 

وأثارت عملية اغتيال النقيب حزنا واسعا بين أوساط اليمنيين، كما تحولت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن إلى منصة عزاء، وسط مطالبات بالتحقيق لكشف جميع الملابسات وضبط المتورطين وتقديمهم للعدالة.

 

وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار التوترات الأمنية في محافظة تعز، التي تشهد مواجهات متقطعة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، إلى جانب نشاط بعض الجماعات المسلحة.

 

وتعد تعز من أكثر المحافظات تضرراً جراء النزاع المستمر في اليمن منذ عام 2014، حيث تشهد المدينة بين الحين والآخر حوادث اغتيال وتفجيرات تستهدف شخصيات أمنية وعسكرية، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات المحلية.

 

من هو عبدالله النقيب؟


والمقدم عبدالله النقيب كان يشغل منصب مدير أمن مديرية التعزية، كما تولى سابقاً قيادة الحملة الأمنية، حيث لعب دوراً بارزاً في تعزيز الأمن والاستقرار في تعز.

 

وكان النقيب يحظى بسمعة طيبة بين أهالي مديرية التعزية، إذ عُرف بجهوده في مكافحة الجريمة وتعزيز الأمن في المنطقة.

 

ينحدر النقيب من أسرة عُرفت بالعلم والعمل التربوي، والده المربي الراحل أحمد ناجي شعلان من الأكروف بشرعب السلام، ترك أثراً طيباً في قلوب الناس، وأخوته ساروا على النهج ذاته، يحملون السيرة نفسها من الأخلاق والسمعة الحسنة، ويواصلون رسالتهم في تربية الأجيال.

 

ومن هذا البيت خرج الضابط عبدالله، مختلفاً في المهمة، لكنه يشبه أهله في الغاية، فبينما كانت عائلته تزرع العلم في العقول، كان هو يحرس المدينة من التطرف.

 

 التحق النقيب بالسلك الأمني، وتدرج حتى صار مقدماً يُشهد له بالانضباط والشجاعة، فلم يكن مجرد ضابط يؤدي دوراً روتينياً، بل حارسا أمينا، قاد حملات أمنية، لمكافحة الجريمة وتعزيز الأمن والاستقرار.

 

النقيب عبدالله قاد الحملات الأمنية ضد تنظيم القاعدة في الجمهوري والحوض والمدينة القديمة بتعز. كان في الصفوف الأولى، يواجه الخطر بلا تردد، كمن يسير في حقل نار وهو يعرف أن الشر يتربص به.

 

 


أخبار متعلقة :