نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الضمانات والتنازلات.. معضلة أوكرانيا في واشنطن, اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 03:44 صباحاً
لم يكن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض هذه المرة شبيها بلقائهما الأول. فبينما بدا زيلينسكي في ظهوره الأول مترددا وقلقا، جاء اللقاء الأخير أكثر توازناً من الناحية الشكلية، لكنه لم يخفِ حقيقة الملفات الشائكة المطروحة خلف الأبواب المغلقة، والتي تتعلق بضمانات أمنية، ترتيبات ميدانية، وأدوار أوروبية تسعى إلى حماية أمن القارة في مواجهة الأطماع الروسي
هذا ما أكده محمد العروقي، رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم"، في حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، مشيراً إلى أن زيلينسكي تمكن من تجاوز "العتبة الأولى" عبر حسن إدارة المشهد العلني مع ترامب، لكن جوهر القضايا المطروحة يجعل من ليلة واشنطن "مساءً معقداً وصعباً".
اختلاف النبرة بين اللقاءين
استعاد العروقي صورة اللقاء الأول بين الرئيسين في البيت الأبيض، حين بدا زيلينسكي مرتبكاً وقلقاً عند دخوله القاعة. أما هذه المرة، فقد ظهر أكثر ثقة وقدرة على مجاراة ترامب، مع حرص متبادل على تبادل الإطراء.
يقول العروقي: "في الحقيقة هذه خطوة تحسب للرئيس زيلينسكي، لأنه أجاد التعامل مع الرئيس ترامب، واستمع إلى نصائح الأوروبيين وخاصة البريطانيين، وتجنب الإكثار من نقد ترامب".
هذه المرونة – بحسبه – سمحت بخلق أجواء علنية إيجابية، لكنها لم تغيّر من حقيقة أن المفاوضات الفعلية ستجري خلف الأبواب المغلقة حول ملفات ساخنة لا يمكن تغطيتها بابتسامات بروتوكولية.
الملفات المطروحة على الطاولة: ضمانات وتنازلات
يدور المحور الأساسي للمحادثات، وفق العروقي، حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وما إذا كانت مستعدة لتقديم بعض "الأعراض" أو التنازلات لروسيا، مقابل انسحابات أو ترتيبات توقف القتال.
تفاصيل هذه العروض كما أشار خلال حديثه تشمل: تجميد القتال في منطقتي خيرسون وزابوروجيا - تثبيت خطوط القتال الحالية - انسحاب الجيش الأوكراني من إقليم الدونباس، خصوصاً من دونيتسك - انسحاب الجيش الروسي من بعض الجيوب في سومي وخاركيف.
هذه المقترحات تضع زيلينسكي أمام خيارات صعبة، فقبولها قد يُنظر إليه كتراجع استراتيجي، ورفضها يهدد بإضعاف موقف كييف إذا ما قررت واشنطن التراجع عن دعمها. يقول العروقي: "المشكلة ليست خوفاً من روسيا بقدر ما هي مخاوف من أن تنفض الولايات المتحدة يدها تماماً".
الحضور الأوروبي
لم يكن الحضور الأوروبي في واشنطن رمزياً. تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي قال فيها إن "روسيا لا تريد السلام بل استسلام أوكرانيا"، عكست حجم المخاوف الأوروبية من أن يمتد النفوذ الروسي أبعد من أوكرانيا.
يوضح العروقي خلال حديثه أن القلق الأوروبي يتجاوز الحرب الدائرة: "هم خائفون مما بعد أوكرانيا: إلى أين سيتوجه بوتين وما هي أطماعه، بسبب عدم الثقة المتبادلة بين الطرف الغربي والطرف الروسي".
من هنا، يرى الأوروبيون أن أمنهم الجماعي على المحك. وجودهم على طاولة البيت الأبيض يهدف إلى ضمان ألا يُختزل الاتفاق في صفقة أميركية-روسية تهمّش مصالحهم. بل يسعون أيضاً إلى التمهيد لاحقاً لمشاركة أوروبية مباشرة في صيغة تفاوضية ثلاثية أو رباعية تشمل بوتين وزيلينسكي وترامب.
معضلة الثقة والضمانات الأمنية
المعضلة الكبرى تبقى: كيف يمكن لأوكرانيا أن تثق بروسيا؟ تجربة مذكرة بودابست عام 1994، حين تخلت كييف عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات أمنية كانت موسكو طرفاً فيها، انتهت بانتهاك روسي صارخ.
من هنا يشدد العروقي على أن أي اتفاق جديد يجب أن يتضمن ضمانات فعلية، وربما آليات بديلة عن عضوية الناتو التي ترفضها روسيا. قد يشمل ذلك نشر قوات أميركية أو أوروبية في أوكرانيا، أو صيغة دفاعية جماعية تحميها من أي غزو جديد.
أخبار متعلقة :