اليوم الجديد

حرية الصحافة 2025.. المغرب يتفوق على الجزائر وتونس تتهاوى!

سجّل المغرب قفزة نوعية في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025، الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود، بعدما ارتقى بـ9 مراتب دفعة واحدة، ليستقر في المركز 120، مقابل 129 السنة الماضية، متقدماً بذلك على عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها الجارة الشرقية الجزائر التي حلّت في الرتبة 126.

ويبدو أن المملكة استطاعت أن تحقّق هذا التقدّم رغم التحديات، في وقتٍ تعيش فيه عدد من بلدان شمال إفريقيا على وقع أزمات أثّرت بشكل مباشر على واقع الإعلام، وعلى رأسها تونس، التي تراجعت بشكل ملموس إلى المرتبة 129، بعد أن فقدت 11 مركزاً، لتكون صاحبة أكبر تراجع في المنطقة، خصوصاً على مستوى المؤشر الاقتصادي.

وحذّر التقرير من أن الأزمة السياسية في تونس بدأت تُفرز تداعيات خطيرة على الصحافة المستقلة، التي تدفع اليوم ثمناً باهظاً، في ظل ضغوط مالية وإدارية خانقة.

في المقابل، المغرب واصل تحسين تموقعه، إلى جانب ليبيا التي ربحت بدورها 6 مراتب واحتلّت المركز 137، إلا أن كليهما لا يزال يصنَّف ضمن الثلث الأخير من اللائحة العالمية، بسبب استمرار الهجمات المتكررة التي تهدّد استقلالية وسائل الإعلام.

وفي الجزائر، وعلى الرغم من استمرار مسلسل القمع القضائي ضد الصحفيين، فإن البلاد شهدت تقدّماً طفيفاً بفضل عفو رئاسي سمح بالإفراج عن الصحفي إحسان القاضي، بعد قضائه 22 شهراً خلف القضبان.

أما فلسطين، فاحتلّت المرتبة 163 لتكون من أخطر البلدان على الصحفيين، في ظل الحصار والتدمير المتواصل لمعدّات ومقرّات وسائل الإعلام، فيما تراجعت إسرائيل إلى المرتبة 112 بسبب سجنها لصحفيين فلسطينيين ومواصلة تضييقها على الإعلام المحلي.

ولم يكن حال الأردن أفضل، إذ تقهقر إلى المرتبة 147 بفعل اللجوء إلى قوانين سالبة للحرية ضد صحفيين غطّوا ما يحدث في غزة، ليقترب أكثر فأكثر من اليمن 154، الذي يعاني من انقسام دمّر المشهد الإعلامي كلياً.

مصر بدورها لا تزال تراوح مكانها في قاع الترتيب 170، بسبب استمرار التضييق على تغطية الأزمة الاقتصادية واعتقال الصحفيين، فيما تقدّم لبنان نسبياً إلى المرتبة 132 وسط آمال بإصلاح سياسي ينعكس إيجاباً على الإعلام.

وفي سوريا 177 وإيران 176، لم يتغير المشهد كثيراً، فالصحافة لا تزال تعاني من القمع والترهيب، بينما بقي كل من العراق 155 والبحرين 157 في مراتب متأخرة، ما يعكس هشاشة الحريات الإعلامية هناك.

أما دول الخليج، فرغم ثرائها الاقتصادي، إلا أن حرية الصحافة لا تزال غائبة، إذ خسرت الإمارات 4 مراتب لتصل إلى المرتبة 164، وسجلت تراجعاً حاداً في المؤشر الاقتصادي أيضاً، بينما بقيت السعودية 162 وعُمان 134 والكويت 128 وقطر 79 تحت سقف أنظمة قانونية تحدّ من حرية التعبير.

تقرير مراسلون بلا حدود يقرع من جديد ناقوس الخطر، مؤكداً أن الازدهار الاقتصادي لا يعني بالضرورة ازدهاراً في حرية الصحافة، بل إن الضغط السياسي والقيود القانونية لا تزال تُكبّل الصحفيين في دول عربية عديدة.

أخبار متعلقة :