عاد شهداءُ كفركلا الى روضتِهم الازلية ، شقُوا الطريقَ بينَ الدمارِ والركامِ الهائلِ الذي أحدثَه محتلٌ غادر، فجمالُ الشهادةِ كان يملأُ المكانَ وروداً ورياحين ، عادوا فرحينَ بما آتاهم ربُّهم ، شهداءَ في عليين ، يُلقون التحيةَ على الاحبة ، على أهلِ الوفاءِ الذين تسابقوا لحضورِ اللقاءِ ألاخير ، ولسانُ حالِ الجميعِ كان أنْ شكراً للذين جعلوا أجسادَهم الطاهرةَ جسراً لنَعبُرَ عليه عائدين ، فلا منطقةَ عازلة ، ولا اعتداءاتٍ سافرة ، تمنعُنا من أن نعانقَ ترابَ أرضٍ شاهدةٍ على صمودٍ اسطوريٍّ لشهداءَ أحياء.
فكفركلا واخواتُها لن تُعطيَ العدوَ فرصةً لان يَلمحَ في عيونِ أبنائِها أيَ انكسارٍ او هزيمةٍ رغمَ كلِّ ما ألمَّ بها ، قال عضوُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ علي فياض في التشييع، وسألَ ما هي خياراتُ الحكومةِ في المرحلة المقبلة أمامَ فشلِ المتابعةِ والمواكبةِ ومواجهةِ العدوِ على مدى أشهر، فمن حقِ الشعبِ أن يَطّلعَ على مقاربتِها لمواجهةِ هذا الخطرِ المتفاقم.
خطرٌ متفاقمٌ تكشفُ عنه مجرياتُ الاحداثِ على الساحلِ السوريِّ مع ما تتناقلُه وسائلُ اعلامٍ عن عددِ ضحايا المجازرِ هناك. فحديثُ جهاتٍ محليةٍ ومنظماتٍ حقوقيةٍ يدورُ عن آلافِ الضحايا من المدنيين مع الاستباحةِ لقرىً ومدنٍ بكلِّ أنواعِ البطش ِوالاسلحةِ حتى الثقيلةِ وراجماتِ الصواريخ. المشاهدُ الفظيعةُ التي فرحَ بها البعضُ ، واخذَ بتبريرِها آخرون ، سارعَ الى ادانتِها علماءُ دينٍ مسلمون ومسيحيون. فقد دانَ بطاركةُ سوريا الاعمالَ المروِّعةَ التي تتنافى معَ كلِّ القيمِ الانسانيةِ والاخلاقيةِ بحقِ مواطنينَ عُزّل، فيما عَبَّرَ نائبُ رئيسِ المجلسِ الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب عن حالةٍ من الصدمةِ لاننا اعتقدنا في مرحلةٍ من المراحلِ انَ هذه الحقبةَ السوداءَ من تاريخِ بلادِنا قد انتهت الى غيرِ رجعةٍ، مناشدا العقلاء في الامة العربية والاسلامية المسارعة لوضع حدا لما يجري ختم الشيخ الخطيب.
الا ان ما يجري بحقِ مواطنينَ عُزّلٍ كانوا على الحياد ، يَطرحُ السؤالُ الكبير:هل يحمي الحيادُ الدولَ والافراد؟
وفي المجمل فانَّ ما يجري في سوريا ولبنان والمنطقة يتناوله الامينُ العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في مقابلةٍ شاملةٍ على قناة المنار تبثُ عند الساعة الثامنة والنصف مساء.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق