تشهد غانا أزمة حادة في إنتاج الكاكاو، حيث هجر المزارعون مزارعهم التقليدية سعياً وراء التنقيب عن الذهب في مناجم غير شرعية، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الكاكاو بشكل كارثي ورفع أسعار الشيكولاتة عالميًا إلى مستويات غير مسبوقة.

ارتفاع أسعار الكاكاو عالميًا وخسائر المزارعين

وفقًا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، تضاعفت أسعار الكاكاو في بورصة نيويورك ثلاث مرات منذ أوائل 2023 وحتى بداية 2024. ومع ذلك، لم يستفد المزارعون الغانيون من هذه المكاسب، بسبب ضوابط الأسعار الحكومية التي تمنعهم من تحقيق أرباح تعادل قيمة السوق العالمية.

تحول المزارعين إلى التنقيب عن الذهب

نتيجة لهذه القيود، بدأ العديد من المزارعين في بيع أراضيهم إلى مشغلي المناجم غير الشرعيين، الذين قاموا بتجريف مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، مما أدى إلى تدمير أشجار الكاكاو وتلويث مصادر المياه بالمواد الكيميائية الخطرة مثل السيانيد، الزئبق، وحمض الكبريتيك، مما تسبب في كارثة بيئية وصحية.

دور السياسة في انتشار المناجم غير الشرعية

أشارت الصحيفة إلى تقارير حكومية ومنظمات مجتمع مدني تتهم نخبًا سياسية بدعم عمليات التنقيب غير المشروعة، حيث يُعتقد أن وسطاء المناجم يعملون تحت حماية شخصيات نافذة في الدولة.

مزارعون فقدوا أراضيهم لصالح مناجم الذهب

يروي المزارع إسحق فريمبونج (31 عامًا) قصته، حيث استأجر قطعة أرض مقابل 5000 سيدي (320 دولارًا أمريكيًا) لزراعة الكاكاو، لكنه فوجئ بأن عصابات “الجالامسي” قد استولت عليها وجرفتها بالكامل بحثًا عن الذهب.

انهيار إنتاج الكاكاو في غانا وكوت ديفوار

بلغت خسائر غانا من إنتاج الكاكاو أكثر من 20% في عام 2023، بسبب تفشي التنقيب غير المشروع، وزيادة الطلب على الذهب، فضلًا عن التغيرات المناخية التي أضرت بالمحاصيل. كما تأثرت كوت ديفوار بنفس العوامل، ما أدى إلى تدهور الإنتاج العالمي لحبوب الكاكاو.

تقلبات أسعار الكاكاو في الأسواق العالمية

شهدت أسعار العقود الآجلة للكاكاو في بورصة نيويورك تراجعًا من 10,000 إلى 8,500 دولار للطن، قبل أن تتعافى مجددًا لتصل إلى 9,000 دولار بعد تقارير عن تباطؤ الصادرات من كوت ديفوار.

التوسع في الذهب يدمر قطاع الكاكاو

غانا، التي تُعد أكبر منتج للذهب في إفريقيا وسادس أكبر مصدر له عالميًا، شهدت ارتفاعًا هائلًا في أنشطة التنقيب غير القانوني، مما ألحق ضررًا بالغًا بإنتاج الكاكاو، الذي يُعد أحد أهم صادرات البلاد.

أزمة المياه بسبب التلوث الكيميائي

أعلنت شركة المياه الوطنية الغانية عن تخفيض إمدادات المياه العذبة بنسبة 75% في بعض المناطق، نظرًا لارتفاع نسبة الملوثات الكيميائية الناتجة عن المناجم غير الشرعية. بالإضافة إلى ذلك، قامت عصابات التنقيب بتدمير مساحات شاسعة من الغابات، مما أدى إلى تفاقم الأزمة البيئية.