قال الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة، في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقلص فيه المسافات بين اللحظة والأخرى أصبحت حياتنا اليومية تسير على إيقاع السرعة المفرطة حتى صار كل شيء من حولنا مختصرًا وقصيرًا ضحكة عابرة لا تستغرق سوى ثوانٍ قليلة نصيحة موجزة تُلقى في جملة واحدة أو معلومة مركزة لا تتجاوز سطرًا واحدًا ومع مرور الوقت بات العقل البشري يتأقلم مع هذا الإيقاع السريع حتى صار يبحث دائمًا عن المكافأة الفورية في صورة تدفق سريع من المتعة اللحظية التي ترفع مستويات الدوبامين للحظة عابرة لكنها سرعان ما تترك الإنسان فارغًا يبحث عن جرعة أخرى تشبع تعطشه اللحظي دون أن تمنحه إحساسًا حقيقيًا بالاكتفاء
الدكتور رضا حجازي: القيمة لا يمكن أن تأتي سريعًا ولا تختصر في دقائق
وأضاف الدكتور رضا حجازي في تدوينه علي صفحته علي “الفيسبوك”، أنه في مقابل ذلك تكمن الحقيقة الأعمق التي تؤكد أن الأشياء ذات القيمة لا يمكن أن تأتي سريعًا ولا تختصر في دقائق معدودة فالكتب مثلًا تحتاج إلى وقت طويل للتأمل والفهم والعلاقات الإنسانية الصادقة لا تبنى إلا على الصبر والتجارب المشتركة والإنجازات الكبرى لا تتحقق إلا بعد جهد شاق وانتظار طويل وإذا اكتفينا بأن نغذي عقولنا بفتات سريعة تشبه الوجبات الخفيفة فلن نتذوق أبدًا طعم الوجبة الكاملة التي تمنحنا الشبع الفكري والمتعة الحقيقية والإنجاز العميق الذي يترك أثرًا باقيًا
وأوضح الدكتور رضا حجازي أن الحياة الحقيقية ليست شاشة مضيئة أو مقطعًا قصيرًا يتكرر أمام أعيننا بل هي تفاصيل بسيطة لكنها صافية وملهمة جلسة عائلية بلا هواتف يتخللها ضحك صادق وذكريات تبقى عالقة في الوجدان حديث طويل مع صديق وفي لا يقطعه إشعار أو رسالة فنجان قهوة يُرتشف ببطء وتأمل أو خطوات هادئة في حديقة نستمع خلالها إلى صوت الطبيعة بعيدًا عن الضوضاء كل هذه التفاصيل الصغيرة التي نغفل عنها في زحمة السرعة هي في الحقيقة ما يمنح الحياة معناها وعمقها
وتابع الدكتور رضا حجازي أنه كلما ازداد إيقاعنا سرعة فقدنا قدرتنا على الاستمتاع واستغرقنا أكثر في البحث عن لذة عابرة بينما كلما أبطأنا قليلًا واستعدنا القدرة على التمهل والتأمل استعدنا أيضًا إنسانيتنا وملامحنا التي كدنا نفقدها بين الركض وراء التفاصيل السطحية ويبقى السؤال مطروحًا أمام كل واحد منا هل نريد أن نعيش حياتنا كسلسلة من المقاطع القصيرة التي تشبه الريلز أم نختار أن نعيشها كقصة كاملة تستحق أن تُروى بكل ما فيها من تفاصيل وتجارب وإنجازات؟
0 تعليق