أثارت تصريحات نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، بشأن دعوته الأساتذة إلى الالتحاق بمقرات عملهم مباشرة بعد توقيع محاضر الدخول يوم فاتح شتنبر 2025، جدلا واسعا داخل الأوساط التعليمية، حيث اعتبرها الأستاذ عبد الوهاب السحيمي تجاوزا واضحا للصلاحيات القانونية المخولة لوزارة التربية الوطنية.

وفي رسالة وجهها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، خاطب السحيمي عكوري بالقول إن التحاق الأساتذة بمقرات عملهم أمر مؤطر بالمقرر الوزاري، ولا يدخل ضمن اختصاصات رئيس الفيدرالية، متهما إياه بوضع نفسه مكان الوزير والسلطة الوصية، وهو ما وصفه بانتحال صفة ينظمها القانون بشكل صارم.

وأضاف المتحدث أن عكوري كان أستاذ تعليم ابتدائي قبل أن يصبح رئيسا للفيدرالية، متسائلا عما إذا كان يلتزم في مساره المهني بما يدعو إليه الأساتذة اليوم من التحاق مبكر للأقسام الدراسية قبل الموعد المحدد من طرف الوزارة.

ولم يكتف السحيمي بانتقاد مضمون الدعوة، بل انتقل إلى التشكيك في خلفياتها، معتبرا أن تصريحات عكوري تدخل في سياق المزايدات الداخلية للحفاظ على موقعه على رأس الفيدرالية لأزيد من سبعة عشر عاما، من دون أي تداول أو تجديد في القيادة، وهو ما يطرح أسئلة حول مدى ديمقراطية هذه الهيئة التمثيلية التي يفترض أن تدافع عن مصالح التلاميذ وأوليائهم.

ويأتي هذا الجدل في ظرفية دقيقة تستعد فيها المنظومة التعليمية لانطلاقة موسم دراسي جديد، وسط نقاش متجدد حول أدوار الفيدراليات والجمعيات التمثيلية، ومدى حدود تدخلها في قضايا من اختصاص السلطات الحكومية، وهو ما يجعل تصريحات من هذا النوع عرضة للانتقاد والتأويل، بين من يراها مجرد تنبيه تربوي، ومن يعتبرها خلطا غير مقبول بين أدوار المجتمع المدني والسلطات الرسمية.