لاريجاني: إيران لن تستسلم واحتمال انسحابنا من “ان بي تي” وارد

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أن الإيرانيين لن يستسلموا، وأن احتمال الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) بالنسبة لإيران وارد دائمًا.

وخلال مقابلة مع موقع khamenei.ir تناول فيها قضايا متعددة، قال لاريجاني: “تؤتي المفاوضات ثمارها عندما يدرك الطرف الآخر أن الحرب ليست حالة خاصة، ويريد، على سبيل المثال، حل المشكلات من خلال المفاوضات؛ أما إذا أراد استخدام المفاوضات ذريعةً لعملية أخرى، فهذه ليست مفاوضات صحيحة”.

وأضاف: “في هذا السياق، شرطنا هو إجراء مفاوضات حقيقية. إذا كنتم تريدون الحرب، فانطلقوا، ومتى ندمتم، تعالوا للتفاوض. هؤلاء يكذبون بأننا يجب أن نضغط على إيران للاستسلام. في هذه الحرب، أدركوا أن الإيرانيين لن يستسلموا؛ شرط إجراء مفاوضات حقيقية هو أن يفهموا ذلك”.

وأشار إلى أن الحديث عن الضغط على إيران لإجبارها على الاستسلام مجرد كلام فارغ، مؤكدًا أن إيران لن تستسلم، وأن احتمال الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وارد دائمًا، مشيرًا إلى أن المعاهدة لم تفد إيران بأي شيء.

لاريجاني لأمريكا وإسرائيل: المقاومة تزداد بفعل الضغوط

وتوجه لاريجاني بالحديث إلى أمريكا وإسرائيل، قائلاً: “إذا ضعفت جبهة المقاومة، فلماذا كل هذا التخطيط ضدها؟ المقاومة تُصنع بسلوك الأعداء، وكلما زادوا الضغط، تعمقت المقاومة”.

وأضاف: “قتلتم الناس في غزة، وجوعتم الناس، واستشهدوا، لكنكم لم تتمكنوا من القضاء على حماس. لماذا لم تُقضوا عليها؟ لأنكم عندما تقتلون الناس، لديهم عائلات وشباب؛ أنتم تضعونهم في موقف يُجبرهم على مواجهتكم”.

وخاطب لاريجاني أمريكا وإسرائيل متسائلًا: “متى ظهر حزب الله؟ ظهر حزب الله عندما جاءت إسرائيل واستولت على بيروت بالكامل. وحدث نفس الوضع في العراق؛ عندما جاء الأمريكيون واحتلوا العراق، نشأت حركات المقاومة؛ لأنكم احتلتم الشعب وقمعتموه”.

وتابع: “لماذا ظهرت المقاومة في اليمن؟ كان الحوثيون موجودين دائمًا وكانت لديهم صراعات مع الحكومة؛ لكن عندما بدأوا بقصف اليمن، قالوا: حسنًا، علينا المقاومة الآن، وتشكلت حركة مقاومة”.

مهمة مجلس الدفاع حل مشكلات القوات المسلحة

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: “في الجانب الدفاعي، اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قرارًا مهمًا، وهو إنشاء مجلس الدفاع”.

وأوضح: “هذا المجلس الدفاعي هو فرع تابع للمجلس الأعلى للأمن القومي، ومهمته تقتصر على الدفاع عن القوات المسلحة وحل مشاكلها، والتخطيط لها. وقد أُعدّت آليته وهو يعمل حاليًا. عُقد اجتماع، ويجري متابعة العمل، وفي هذا الصدد تولّت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة مهامًا محددة وتسعى جاهدة لتحقيقها، ووزارة الدفاع فاعلة في تلبية الاحتياجات”.

وأضاف: “الجميع منشغلون، وخاصة قائد الحرس الثوري الإسلامي وقائد القوات الجوية الفضائية، حيث يسعى الجميع إلى حل أي مشاكل نواجهها قدر الإمكان. وعلى وجه الخصوص، يتم استغلال قدرات الخبراء والشباب الموهوبين والمتخصصين على النحو الأمثل”.

وتابع لاريجاني: “في الأمانة العامة، ولأننا دخلنا حقبة الحروب الحديثة، أنشأنا مساعدًا تقنيًا في مجال الدفاع يركز على هذه القضية ويعمل على قدم وساق. تُعقد اجتماعات أيضًا لحل القضايا العالقة في القطاعات الأمنية، وهذه مسألة يجب حلها”.

وأضاف: “لا يقتصر الأمر على جانب الموارد البشرية فحسب؛ فعندما نتحدث عن النفوذ، لا تفترضوا بالضرورة وجود عوامل بشرية فقط، نعم هذا النفوذ موجود، ولكن هناك عوامل أخرى أيضًا. الانطباع الأولي هو أن المسألة برمتها تتعلق بهؤلاء العملاء المتواجدين في الشارع أو في أماكن أخرى، والذين يُزوّدون العدو بالمعلومات، بينما هذا ليس صحيحًا”.

وأكد: “عندما ترى مشهد التسلل، تُدرك أن التقنيات الحديثة وتداخل المعلومات يمكن أن تُفيد الأجهزة الأجنبية أكثر من ذلك بكثير. الأهم من ذلك هو أن تتمكن أجهزة الاستخبارات من استخلاص استنتاجات من مجمل المعلومات المُحصّلة ومن تداخلها، وتوظفها على النحو الأمثل في العمليات. لذلك، ينبغي إيلاء هذا البعد اهتمامًا أكبر”.

شرط إجراء مفاوضات حقيقية

وقال لاريجاني: “نصيحتي دائمًا هي ألا تتخلى إيران عن الدبلوماسية أبدًا، فهي أداة أساسية. كما قال قائد الثورة ذات مرة: احملوا راية التفاوض دائمًا. وهذا صحيح تمامًا. الدبلوماسية جزء من عمل الحكومة، وليس من المنطقي التخلي عنها، المهم هو متى وكيف نستخدمها”.

وأشار إلى أن العدو قد يحوّل ساحة الدبلوماسية إلى مسرحية استعراضية، موضحًا: “فلن تثمر هذه الدبلوماسية شيئًا، أو إذا كانت نيته استخدام الدبلوماسية لتبرير مهمة أخرى، فهذا ليس تفاوضًا صحيحًا. أما إذا كانت الدبلوماسية تهدف إلى عدم استغلالنا في الحرب، والآن نريد السلام، فهذا هو مكان الدبلوماسية، وهذه هي الدبلوماسية الحقيقية”.

وتابع: “لا أرى الوضع بهذه الطريقة الآن، أعتقد أن دبلوماسيتهم هي لإيجاد ذريعة، ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي أن نقول إننا نقطع الدبلوماسية. ما هي شروط التفاوض ومتى يُثمر؟ يُثمر التفاوض عندما يدرك الطرف الآخر أن الحرب ليست مسألة خاصة، ويريد حل المشكلات من خلال التفاوض؛ أما إذا أراد استخدام التفاوض ذريعة لعملية أخرى، فهذه ليست تفاوضًا صحيحًا”.

وأكد: “شرطنا هو إجراء مفاوضات حقيقية. إذا كنتم تريدون الحرب، فانطلقوا، ومتى ندمتم فعودوا إلى المفاوضات. هذه الأمة لن تستسلم. شرط إجراء مفاوضات حقيقية هو أن يفهموا هذا”.

المصدر: وكالة مهر

أخبار ذات صلة

0 تعليق