أربعينية الإمام الحسين في كربلاء.. تنظيم غير مسبوق وخدمات بملايين الوجبات

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

للسنة الرابعة عشرة على التوالي، شهدت كربلاء المقدسة إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، التي تميزت هذا العام بمظاهر استثنائية على كافة الأصعدة، سواء من حيث التنظيم، أو حجم المشاركة الذي تجاوز 21 مليون زائر، أو الرسائل الدينية والسياسية التي حملتها المواكب والزائرون.

ورغم الأعداد الهائلة للزائرين من داخل العراق وخارجه، لم تُسجل أي اختناقات أو حوادث تُذكر، حيث أعلنت السلطات العراقية عن انخفاض نسبة الحوادث بنسبة تجاوزت 23% مقارنة بالعام الماضي. ويعكس هذا النجاح حجم الجهود المبذولة من قبل العتبتين المقدستين والحكومة المحلية والأجهزة الأمنية والخدمية.

بلغ عدد المواكب الحسينية والخدمية هذا العام أكثر من 12,700 موكب، انطلقت بسلاسة نحو المقام الحسيني الشريف، مروراً بما بين الحرمين، وصولاً إلى مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام، في مشهد أشبه بملحمة جماعية يسودها الانضباط والإتقان.

وظهرت صور الشهداء القادة، وعلى رأسهم “سيد شهداء الأمة”، على أغلب المواكب، إلى جانب صور السيد الإمام الخامنئي، خصوصاً في المواكب العراقية، تعبيراً عن التضامن الشعبي مع الجمهورية الإسلامية بعد الرد الأخير، الذي اعتبره العراقيون نصراً مؤزراً للأمة الإسلامية على العدو الغاشم.

على الصعيد الخدمي، كانت موائد الطعام متواصلة ومتنوعة، شملت أكلات شعبية تقليدية ووجبات عالمية، بالإضافة إلى الفواكه والعصائر الباردة التي وُزعت لتواكب حرارة الطقس. وأسهمت محافظة كربلاء إلى جانب العتبتين العباسية والحسينية في تنظيم هذه الخدمات، حيث وزعت العتبة العباسية عبر ثمانية مراكز تابعة لها أكثر من 1.2 مليون وجبة يومياً، فيما تولت العتبة الحسينية توزيع قرابة 1.5 مليون وجبة يومياً. كما أقيمت 132 محطة لتوزيع المياه الباردة، إضافة إلى آلاف ألواح الثلج التي سهلت على الزائرين أداء شعائرهم براحة وطمأنينة.

ولم تفقد الزيارة زخمها مع حلول عصر يوم الجمعة، بل استمرت حتى ليل السبت – الأحد، في مشهد نادر يعكس قوة الارتباط العاطفي والروحي بالزيارة.

تعد أربعينية الإمام الحسين عليه السلام أكثر من مجرد حدث ديني سنوي؛ فهي موعد روحي وإنساني تتجدد فيه معاني التضحية والعدل والكرامة. هي مسيرة أمة تستلهم من الحسين دروس الصبر والثبات في مواجهة الظلم، وتستمد من دمائه الطاهرة شعلة الأمل بغدٍ أفضل

ففي كربلاء، لا يجتمع الناس لمجرد الاجتماع، بل على معنى أعمق: أن الحسين حي في وجدان الأمة، وأن دماءه الزكية لا تزال تسقي شجرة الحرية في كل زمان ومكان.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق