يظن كثير من الناس أن أولى مؤشرات ألزهايمر تتمثل في نسيان الأسماء أو فقدان المفاتيح، لكن الأبحاث الحديثة تكشف أن المرض يبدأ قبل ذلك بسنوات عبر فقدان حاسة الشم. فقد أوضح علماء أن الجهاز المناعي للدماغ يستهدف الألياف العصبية المسؤولة عن معالجة الروائح ويدمرها، مما يؤدي إلى عجز ملحوظ في القدرة على الشم، وهي مرحلة تسبق تلف مناطق أخرى من الدماغ.
الدراسة التي أجراها باحثو المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية على الفئران وعلى أنسجة بشرية، أكدت أن هذه الملاحظة قد تفتح الباب أمام تطوير اختبارات شم بسيطة تُستخدم للكشف المبكر عن تغيرات الدماغ المرتبطة بالزهايمر قبل ظهور فقدان الذاكرة.
وبحسب النتائج، أظهرت أنسجة الدماغ بعد الوفاة انخفاضاً في الألياف المنتجة للنورإبينفرين داخل البصلة الشمية لدى مرضى ألزهايمر في مراحله الأولى، مقارنةً بأفراد أصحاء من نفس العمر. كما كشفت فحوصات دماغية بتقنية TSPO-PET لدى المرضى الأحياء إشارات مرتفعة للخلايا المناعية في البصلة الشمية لدى من يعانون من ضعف إدراكي بسيط، وهو مؤشر محتمل على بداية الخرف.
وعند إخضاع المشاركين لاختبارات التعرف على الروائح، سجل مرضى ألزهايمر نتائج أقل بكثير من الأصحاء أو من يعانون من ضعف إدراكي خفيف. وقد شملت الدراسة 23 حالة لفحص أنسجة الدماغ و46 مشاركاً في اختبارات التصوير، وأظهرت أن التلف يقتصر على نظام النورإبينفرين دون أن يشمل الألياف المنتجة للأستيل كولين أو السيروتونين.
هذه النتائج تميز بين فقدان الشم في ألزهايمر وبين أمراض أخرى مثل باركنسون، حيث يتأثر العصب الشمي مباشرة. كما تشير إلى أن ارتفاع نشاط الخلايا المناعية في البصلة الشمية يحدث مبكراً ثم يستقر، مما يمنح الأطباء فرصة للتدخل العلاجي قبل أن تمتد الأضرار إلى مناطق الدماغ الأخرى.
0 تعليق